ايوب الهوري.
في أمسية أوروبية مشحونة بالتوتر والعواطف، نجح برشلونة في العودة إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، لأول مرة منذ عام 2019، رغم خسارته أمام بوروسيا دورتموند بنتيجة 3-1 في إياب ربع النهائي، مستفيدًا من فوزه العريض ذهابًا برباعية نظيفة ليحسم التأهل بمجموع 5-3.
سيرهو غيراسي، مهاجم دورتموند وهداف المسابقة، كان العنوان الأبرز في اللقاء، حيث سجل “هاتريك” تاريخيًا هدد أحلام برشلونة في لحظات عديدة، لكنه اصطدم بجدار من الانضباط الكتالوني والخبرة التي صنعت الفارق في المواعيد الكبرى.
المباراة بدأت على إيقاع ضغط ألماني كاسح تُرجم إلى هدف أول مبكر في الدقيقة 11 عبر ركلة جزاء نفذها غيراسي بثقة. وعقب الاستراحة، عاد نفس اللاعب ليهز الشباك مجددًا برأسية قوية في الدقيقة 49، ليُشعل المدرجات ويعيد الأمل في عودة مستحيلة.
غير أن هدفًا عكسيًا من المدافع رامي بن سبعيني في الدقيقة 54 خلط الأوراق، عندما أسكن الكرة بالخطأ في مرمى فريقه، ما منح برشلونة هدفًا ثمينًا خارج الديار كان كافيًا لإطفاء جذوة الانتفاضة الألمانية.
ورغم توقيع غيراسي على هدف ثالث في الدقيقة 76، إلا أن دورتموند لم يتمكن من الحفاظ على نسق هجومي مرتفع في الدقائق الأخيرة، ليودع البطولة مرفوع الرأس، وسط تصفيق جماهيره التي ملأت “سيغنال إيدونا بارك”.
بالنسبة لبرشلونة، ورغم أنها أول خسارة له منذ بداية 2025 بعد سلسلة من 24 مباراة دون هزيمة، فإن النتيجة الإجمالية كانت كافية للعودة إلى مربع الكبار. عودة طال انتظارها، تعيد الهيبة الأوروبية للفريق الكتالوني وتؤكد أن مشروع استعادة الأمجاد بدأ يعطي ثماره.
الأنظار تتجه الآن إلى نصف النهائي، حيث ينتظر برشلونة الفائز من القمة المنتظرة بين إنتر ميلان وبايرن ميونيخ. اختبار آخر من العيار الثقيل أمام فريق يتقن أجواء الأدوار المتقدمة، لكنه لن يخيف برشلونة الذي أظهر في هذا الدور أنه بات مستعدًا لاستعادة المجد القاري.