بقلم: الصحافي حسن الخباز
ما زالت الدبلوماسية المغربية تحقق نجاحات متوالية، خاصة في قضية الصحراء المغربية، حيث نجحت مؤخراً في إقناع العديد من الدول بسحب اعترافها بما يسمى “البوليزاريو” والاعتراف رسمياً بمغربية الصحراء. وقد تزايدت وتيرة انسحاب الدول من الاعتراف بالجبهة الانفصالية، وتغيرت مواقف الكثير من الدول نحو دعم مقترح الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية، باعتباره حلاً نهائياً وواقعياً للقضية.
منذ عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، شهد مسار قضية الصحراء تحوّلاً ملموساً، حيث أصبحت مدن الصحراء، مثل العيون والداخلة، مسرحاً لافتتاح العديد من التمثيليات الدبلوماسية الأجنبية، مما أثار استياء النظام الجزائري وجبهة “البوليزاريو”. الدكتور الجامعي عباس الوردي أشار إلى أن الدبلوماسية المغربية عززت مكانة المغرب كدولة موثوق بها دولياً، بفضل عودته إلى الاتحاد الإفريقي، ما أسهم في تعزيز التعاون مع الدول الإفريقية وتوطيد العلاقات الثنائية.
التطور في قضية الصحراء ساهم في تعميق النقاش حول العديد من القضايا الخلافية، واستطاع المغرب دحض الأكاذيب التي روّجتها بعض الأطراف الدولية. التحول في مواقف العديد من الدول أثار انتباه المنظمات الدولية، حيث أكدت هيومن رايتس ووتش في تقريرها السنوي أن اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء يمثل تحولاً في السياسات السابقة وقبولاً دولياً لمقترح الحكم الذاتي المغربي لعام 2007. كما انضمت فرنسا إلى 37 دولة أخرى، بعد اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء في عهد الرئيس دونالد ترامب.
هذه الإنجازات تؤكد نجاح الدبلوماسية المغربية في ملف الصحراء، ومن المتوقع أن تعلن دول أخرى قريباً اعترافها بمغربية الصحراء، حيث تعمل وزارة الخارجية المغربية، بقيادة ناصر بوريطة، بسرعة وفعالية، موجهةً ضربات متتالية لأعداء الوحدة الترابية. نجاح الدبلوماسية المغربية يعكس التوجيهات السامية للملك محمد السادس، ويعزز الآمال بحل هذا الملف الذي استمر لعقود وأخر مسيرة التنمية في الصحراء التي كان من المفترض أن تنطلق منذ عام 1975.