spot_img

ذات صلة

كل المقالات

مهرجان وزان السينمائي الدولي: نافذة ثقافية جديدة تطل من قلب مدينة عريقة

✍️ بقلم: صهيب كرطوط.

في خطوة لافتة نحو تثبيت مكانتها على الخارطة الثقافية الوطنية والدولية، تستعد مدينة وزان لاحتضان الدورة الأولى من مهرجان وزان السينمائي الدولي، تحت شعار معبّر: “شاشة كبيرة لمدينة صغيرة – السينما وحوار الثقافات”. مهرجان لا يهدف فقط إلى عرض أفلام، بل يسعى لصياغة تجربة فنية شاملة تجعل من السينما بوابة للانفتاح والتواصل بين الحضارات.

مدينة وزان، المعروفة بطابعها الروحي وأصالتها التاريخية، تعيش على وقع تحوّل ثقافي جديد، فالمهرجان المرتقب يُعدّ بمثابة رهان على قدرة الفن السابع في إحياء التراث المحلي، وخلق جسور جديدة بين الماضي العريق والحاضر المتجدد. اختيار المدينة لاحتضان هذا الحدث لم يكن صدفة، بل كان نتاج قناعة بأن للمكان نَفَسًا خاصًا، يمكن أن يمنح للسينما بعدًا إنسانيًا وروحيًا فريدًا.

المهرجان يهدف، في دورته التأسيسية، إلى عرض باقة من الأعمال السينمائية المتنوعة القادمة من ثقافات مختلفة، بما يتيح لجمهور المدينة وساكنتها فرصة نادرة لاكتشاف تجارب سينمائية من العالم، وتعزيز ذائقتهم الفنية والبصرية. كما يشكّل هذا الحدث مناسبة لإبراز المواهب الشابة، والانفتاح على مدارس سينمائية مغايرة، بما يعزز التبادل الثقافي والفني.

ولأن السينما ليست مجرد عروض على شاشة، بل وسيلة تعبير ورؤية للحياة، فإن المهرجان يسعى أيضاً إلى تسليط الضوء على قضايا مجتمعية وإنسانية راهنة، من خلال ندوات، ورشات، ولقاءات تجمع بين صناع السينما والنقاد والجمهور. هي لحظة تأمل جماعي، وفضاء حوار يتجاوز حدود اللغة والجغرافيا.

في الختام، فإن مهرجان وزان السينمائي الدولي لا يُعد فقط إضافة نوعية للمشهد الثقافي المغربي، بل خطوة أولى نحو مسار طموح يجعل من مدينة وزان، بموروثها وقيمها، منصة فنية حقيقية، قادرة على التفاعل مع العالم وإشعاع ثقافتها المتجذّرة. يبقى الرهان الأكبر هو الحفاظ على استمرارية هذا الحدث، وتطويره ليُصبح موعداً سنوياً منتظراً لعشاق السينما والإبداع.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا
Captcha verification failed!
فشل نقاط مستخدم captcha. الرجاء التواصل معنا!
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img