متابعة: رضى العلوي – ديريكت بريس مغرب
أثار الحوار المطول الذي أجرته جريدة “الكونفيدونسييل” الإسبانية مع الأمير مولاي هشام، ضجة واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية، بعدما تطرق فيه لما وصفه بـ”اختلالات الأجهزة الأمنية المغربية”، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة من الصحافة الإسبانية لاستفزاز المغرب وإثارة الجدل داخله.
الحوار الذي نُشر على أجزاء، كشف في جزئه الأخير عن مواقف مثيرة للأمير، الذي تحدث عن علاقته بالمؤسسات الأمنية المغربية، معبرًا عن قلقه مما وصفه بـ”ممارسات غير سليمة” تتجاوز، حسب تعبيره، صلاحياتها منذ مرحلة ما بعد الربيع العربي.
وخلال اللقاء، طرحت الصحيفة الإسبانية أسئلة وُصفت بأنها “استفزازية”، أوحت بوجود صراع داخلي بين الأجهزة الأمنية المغربية، وهو ما تجاوب معه مولاي هشام بتصريحات قوية، مؤكداً أن هذا الصراع، بحسب رأيه، “خلل عميق أصاب المنظومة الأمنية، التي باتت تفرض سيطرة شاملة على المجتمع عبر منظومة من المراقبة والتضييق الاقتصادي والتلاعب القضائي”.
كما أضاف في تصريح آخر مثير للجدل أن هذه الأجهزة – وفق زعمه – “تتعمد التدخل في الحياة الخاصة للأفراد، وتلفيق فضائح جنسية بهدف تشويه السمعة وممارسة الابتزاز، وصولاً إلى ما وصفه بالأحكام بالموت الرمزي”.
هذه التصريحات، التي تماهت مع الرواية التي يروجها بعض الإعلام الإسباني حول الوضع الداخلي بالمغرب، اعتبرها متابعون بمثابة هدية مجانية قدمها الأمير للجريدة، لتعزيز خطابها القائم على تصوير المغرب كبلد يعيش اضطرابًا داخليًا، وهو ما يخدم، حسب مراقبين، أجندات خصوم المملكة.
مولاي هشام، المعروف بلقب “الأمير الأحمر”، دأب على اتخاذ مواقف معارضة في كتاباته وخطاباته، وسبق أن أصدر سيرته الذاتية تحت عنوان “الأمير المنبوذ”. غير أن خروجه الأخير، وفق تعليقات العديد من المغاربة على منصات التواصل الاجتماعي، تجاوز حدود النقد، حيث اعتبره البعض تحالفًا غير مباشر مع خصوم المغرب، في وقت يحتاج فيه البلد إلى وحدة الصف لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
ورغم الجدل الكبير الذي أثارته هذه التصريحات، يرى محللون أن النظام المغربي لن يتأثر بمثل هذه المحاولات، مؤكدين أن المغرب ماضٍ في مساره الإصلاحي والتنموي، وهو ما يشهد عليه الحضور المتزايد للمملكة على الساحة الدولية، وتصدرها في عدة مجالات.
ويبقى السؤال مطروحًا: هل كان هدف الصحيفة الإسبانية مجرد نقل موقف الأمير، أم أن الحوار كان جزءًا من محاولة إعلامية مدروسة لاستفزاز المغرب وإثارة النقاش داخليًا وخارجيًا؟
الأكيد أن هذا الحوار سيظل مثار جدل لأسابيع، في وقت تواصل فيه المملكة ترسيخ مكانتها كقوة إقليمية صاعدة، بينما “القافلة تسير” رغم أصوات المشككين.