بقلم: الصحافي حسن الخباز
في خطوة طبية رائدة، واصل الشاب المغربي الدكتور يوسف العزوزي إثبات حضوره العلمي من خلال ابتكار جهاز طبي متطور لتصفية الدم من داخل الأوعية الدموية. هذا الجهاز يُعد سابقة علمية من شأنها أن تُحدث تحولًا كبيرًا في مجال معالجة ضعف المناعة وتعزيز نجاح عمليات زراعة الأعضاء.
الاختراع الأخير للعزوزي يعتمد على آلية دقيقة تسمح بتوجيه الخلايا المناعية والتحكم فيها، مما يفتح آفاقًا واسعة أمام ملايين المرضى حول العالم. وقد اعتبر متتبعون هذا الابتكار نقلة نوعية تجعل من الدكتور العزوزي رمزًا للفخر المغربي، ونموذجًا حيًا لقدرات الشباب في مجال البحث العلمي والابتكار الطبي.
ورغم القيمة العلمية الكبيرة لهذا الإنجاز، فقد وجد المخترع المغربي نفسه في مواجهة حملة انتقادات حادة على منصات التواصل الاجتماعي، بعضها وصل إلى مستوى التشكيك في مصداقية أبحاثه. الأمر الذي دفعه إلى الخروج عن صمته عبر تدوينة مطولة نشرها على صفحته الرسمية بـ”فيسبوك”، كشف فيها مجموعة من التوضيحات:
• العزوزي أوضح أنه طبيب عام، وليس جراح دماغ كما يتم تداوله، مؤكدا أن والده هو الذي يزاول تخصص جراحة الدماغ.
• الاختراع الجديد جُرِّب على الحيوان (الخنزير) خلال رحلة علمية إلى الولايات المتحدة، في انتظار الانتقال إلى المرحلة السريرية على الإنسان، شريطة توفير الدعم المالي اللازم نظرًا لارتفاع التكلفة.
• بشأن مشروعه السابق المتعلق بجهاز دعم القلب الذي شارك به في برنامج “نجوم العلوم”، أكد أنه لم يفشل كما يُروَّج، بل حصل على عدة براءات اختراع وتمت تجربته بنجاح على الحيوان سنة 2023 بأمريكا، غير أن استكمال التجارب السريرية على الإنسان يتطلب ميزانية لا تقل عن 5 ملايين درهم.
الدكتور العزوزي شدد على أنه لا يبحث عن الربح المادي، وإنما عن دعم مؤسساتي أو رسمي يُمكّنه من تغطية تكاليف المستشفيات والتجارب السريرية، مشيرًا إلى أن مثل هذه المبادرات العلمية يمكن أن تجعل المغرب في مصاف الدول الرائدة في مجال الابتكار الطبي إذا ما تم احتضانها.
ويبقى السؤال المطروح اليوم:
هل سيتدخل الدعم الرسمي بالمغرب لاحتضان هذا الإنجاز الطبي وتوفير الإمكانيات اللازمة لاستكمال أبحاثه؟ أم أن العزوزي سيضطر للبحث عن حاضنة علمية خارج أرض الوطن؟
الإجابة ستحدد ما إذا كان المغرب سيحتفظ بكفاءاته ويشجعهم على الإبداع، أم أن “أعداء النجاح” سينجحون في إجهاض حلم سيستفيد منه ملايين المرضى عبر العالم.