بقلم: الصحافي حسن الخباز – مدير موقع “الجريدة بوان كوم”
تتواصل موجة الحرائق المهولة التي اندلعت بجنوب إسبانيا، وتحديدًا في منطقة طريفة الواقعة بأقصى الجنوب الغربي للبلاد، حيث لا تزال فرق الإطفاء تعمل على مدار الساعة للسيطرة على النيران، وسط ظروف مناخية صعبة ورياح قوية تعيق عمليات الإخماد.
ووفق ما أفادت به السلطات المحلية، تم إجلاء أزيد من 1500 شخص كإجراء احترازي من الفنادق ومواقع التخييم، دون تسجيل أية خسائر بشرية إلى حدود الساعة. كما تم إخلاء سبعة فنادق وموقعين للتخييم بالكامل، وذلك مخافة أن تمتد ألسنة اللهب إلى المرافق السياحية والبنايات السكنية المجاورة.
وفي تصريح لوزير الداخلية بحكومة الأندلس، أكد أن أكثر من 5000 سيارة تم نقلها في وقت قياسي، مشيرًا إلى أن الأولوية كانت لحماية الأرواح وتفادي الكارثة.
الحرائق، التي كانت بدايتها في مخيم للرحلات بمنطقة جبل لا لينييا الساحلية القريبة من طريفة، تطورت بسرعة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، والتي تجاوزت 40 درجة مئوية في بعض المناطق، إضافة إلى قوة الرياح التي تُصعّب من مأمورية فرق الإنقاذ.
وتشارك في عمليات الإطفاء 17 طائرة مروحية وطائرات مخصصة لرش المياه، إلى جانب مئات عناصر الحماية المدنية ورجال الإطفاء. كما تم إغلاق الطريق الساحلي الرئيسي على امتداد تسعة كيلومترات كإجراء احترازي إضافي.
وقد أعرب أنطونيو سانز، أحد كبار المسؤولين بمنطقة الأندلس، عن تخوفه من احتمال تغيّر اتجاه الرياح، مما قد يزيد من انتشار النيران ويصعّب جهود السيطرة عليها.
الحرائق لم تتوقف عند الحدود الإسبانية، حيث أفادت وزيرة البيئة الفرنسية، صباح اليوم، بأن أكثر من 16 ألف هكتار من الغابات والقرى بجنوب فرنسا التهمتها النيران منذ يوم الثلاثاء الماضي. وأكدت أن الوضع ما زال “خارج السيطرة” رغم تباطؤ تقدم ألسنة اللهب.
في المقابل، عبّر كريستوف ماجني، أحد القادة الميدانيين لعمليات الإطفاء في فرنسا، عن أمله في تطويق الحريق خلال الساعات المقبلة، مع تأكيده على أن “الخطر لا يزال قائمًا”، وأن تحقيقًا فتح لمعرفة الأسباب الدقيقة لاندلاع الحريق.
الخبراء يرجّحون أن تغيّر المناخ وما يصاحبه من ارتفاع في درجات الحرارة وتراجع نسبة الرطوبة، عوامل ساهمت بشكل مباشر في اشتعال هذه الحرائق وانتشارها السريع، ما يعيد إلى الواجهة النقاش حول التغيرات المناخية وأثرها على الغابات والمناطق السياحية في أوروبا