مراسلة: هشام مساعد
في إطار الحملة الجهوية التواصلية للتربية الدامجة، وتحت شعار “التعليم المبتكر والمتجدد: استراتيجيات شاملة لتحقيق التعلم للجميع”، نظمت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالحسيمة يومي الجمعة والسبت 18 و19 أبريل 2025، دورة تكوينية حول مضامين المصوغة الوطنية للتربية الدامجة، احتضنها المركز الإقليمي للتوجيه المدرسي والمهني بالحسيمة.
وتهدف هذه المبادرة إلى ترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص داخل المؤسسات التعليمية بالإقليم، وتفعيل البرنامج الوطني للتربية الدامجة، عبر الانتقال من الإدماج المدرسي التقليدي إلى تربية دامجة تضمن الإنصاف والعدالة التربوية.
أطّر هذه الدورة المفتشان التربويان السيد محمد كريم العمراني والسيد أحميدو واعروص، إلى جانب الأستاذ هشام مساعد، المشرف على قاعة الموارد للتأهيل والدعم، واستهدفت تكوين أساتذة التعليم الابتدائي والثانوي، وكذا جمعيات المجتمع المدني العاملة في مجال الإعاقة على صعيد الإقليم.
الدورة تناولت محاور متعددة، من بينها المرجعيات الدولية والوطنية التي تؤطر التربية الدامجة، ومقتضيات القانون الإطار 51-17، إلى جانب الخطوط العريضة لخارطة الطريق 2022-2026 التي تروم إرساء مدرسة عمومية ذات جودة تُنهي جميع أشكال الإقصاء والتمييز، وتُعزز قيم التماسك والعيش المشترك.
كما تم التركيز على تكييف التعلمات والاختبارات، بهدف جعلها أكثر ملاءمة للقدرات الذهنية والحركية للمتعلمين في وضعية إعاقة، وضمان إنصافهم في عمليات التقييم والتتبع. وتمت الإشارة أيضًا إلى الدور المحوري الذي تلعبه قاعات الموارد للتأهيل والدعم في تمكين هؤلاء المتعلمين من تجاوز العراقيل والصعوبات، وتسهيل اندماجهم الكامل داخل الحياة المدرسية.
الدورة التكوينية عرفت مشاركة نشيطة من مختلف الفئات المستهدفة، وتميزت بتنظيم ورشات تطبيقية عززت التفاعل والتقاسم بين الأساتذة والمؤطرين، في أفق تطوير كفاياتهم البيداغوجية بما يتماشى مع متطلبات مدرسة دامجة ومنصفة.
وتأتي هذه المبادرات انسجامًا مع التوجه الوطني نحو جعل المدرسة المغربية مدرسة دامجة ومنفتحة، تُؤمن بأن التنوع مصدر غنى، وأن لكل متعلم الحق الكامل في تعليم نوعي يُراعي خصوصياته ويُحقق طموحاته.