spot_img

ذات صلة

كل المقالات

عامل إقليم برشيد يوقف رئيس الجماعة وسبعة أعضاء ويحيلهم على المحكمة الإدارية للعزل .

العلوي زكرياء. في تطور غير مسبوق بالمشهد السياسي بالإقليم ،...

من رجل ناجح إلى التشرد.. قصة بدر التي هزّت مشاعر المغاربة

ديريكت بريس تفاعل الرأي العام الوطني خلال الأيام الأخيرة...

الدين كقوة ناعمة: كيف رسّخ الملك محمد السادس نفوذ المغرب في إفريقيا؟.

بقلم: الصحافي حسن الخباز .

سلطت المجلة الفرنسية الوازنة “جون أفريك” الضوء على الوصفة الاستراتيجية التي اعتمدها الملك محمد السادس لتعزيز الحضور المغربي في إفريقيا، والتي جعلت من المملكة رقماً صعباً في القارة السمراء.
التحقيق المطول الذي خصصته المجلة، كشف كيف استطاع العاهل المغربي تحويل الإسلام المغربي المعتدل إلى رافعة دبلوماسية فعالة، مكنت من توطيد علاقات روحية وثقافية مع عدد من دول إفريقيا جنوب الصحراء.

“الإسلام المغربي”: رافعة دبلوماسية بامتياز

من خلال التركيز على مقومات المذهب المالكي، والعقيدة الأشعرية، والتصوف السني، تمكن المغرب من تقديم نموذج ديني منفتح ومتجذر، يتقاطع مع المرجعيات السائدة في دول غرب إفريقيا، ما منح للمملكة موقعاً استراتيجياً في قلب القارة، ليس فقط كفاعل سياسي واقتصادي، بل كمرجعية روحية موثوقة.

وأكدت “جون أفريك” أن هذه الرؤية، التي وُضعت بعناية، جعلت الدين في المغرب يتجاوز بعده الروحي ليُصبح أداة ناعمة للنفوذ الخارجي، خصوصاً من خلال مشاريع التأطير الديني والتكوين العلمي والدعوي.

مؤسسات لتعزيز العمق الإفريقي

واستعرض التحقيق عدداً من المبادرات المؤسساتية التي رسّخت هذه المقاربة، على رأسها:

  • الرابطة المحمدية للعلماء، التي أُنشئت سنة 2006 لتكون مركزاً فكرياً يُنتج فهماً عقلانياً للإسلام ويُكوّن أطرًا دينية قادرة على مواجهة الفكر المتطرف.
  • مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي أصبحت فضاءً قارياً للحوار بين علماء الدين، ومنصة لتكوين نخب دينية إفريقية ترتبط بالمغرب روحياً وفكرياً.

هذه المؤسسات، حسب المجلة، تمثل أذرع ديبلوماسية ناعمة ساهمت في ترسيخ صورة المغرب كشريك موثوق في حفظ الأمن الروحي بالمنطقة.

خريطة طريق لمواجهة التطرف

وتوقفت “جون أفريك” عند الخطاب الملكي أمام المجلس العلمي الأعلى يوم 30 أبريل 2004، حين قال الملك محمد السادس:

“نحن اليوم في طور استكمال وتنفيذ استراتيجية متكاملة، شاملة ومتعددة الأبعاد لحماية المغرب من نزعات التطرف والإرهاب”.

هذا التوجه، تضيف المجلة، كان بمثابة مرتكز أساسي في السياسة المغربية لمحاربة التطرف، وجعل من الإسلام المغربي سداً منيعاً في وجه الانحرافات الفكرية، ورافعة للتعاون مع الدول الإفريقية التي تشاطر المغرب نفس التحديات.

نفوذ يتجاوز الدين

إلى جانب الدين، أسس المغرب علاقات قائمة على الاستثمار، التكوين، والمبادرات التنموية، ما جعل منه فاعلاً محورياً في القارة. وقد تُوِّج هذا المسار بتصنيف المغرب ضمن أفضل 20 دولة من حيث الأداء الشامل في إفريقيا، بفضل رؤية متكاملة تجمع بين الروحي والسياسي والاقتصادي.

تحقيق مجلة “جون أفريك” يؤكد أن قوة المغرب الناعمة في إفريقيا ليست وليدة الصدفة، بل ثمرة استراتيجية ذكية قادها الملك محمد السادس، مزج فيها بين الإسلام المعتدل والتعاون جنوب-جنوب، وجعل من المملكة قوة إفريقية محترمة ذات صوت مسموع وتأثير متزايد.


ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا
Captcha verification failed!
فشل نقاط مستخدم captcha. الرجاء التواصل معنا!
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img