ديريكت بريس ـ القصر الكبير
رغم الرفع من عدد عناصر شرطة المرور بمدينة القصر الكبير عقب عملية التنقيلات الأخيرة التي أشرفت عليها المديرية العامة للأمن الوطني، لا تزال بعض النقط السوداء داخل المدينة تعاني من اختناق مروري يومي نتيجة غياب التغطية الأمنية اللازمة، ما يطرح تساؤلات حول مدى تفعيل استراتيجية التأهيل الأمني الشامل على مستوى المدينة.
أحد أبرز الأمثلة على ذلك مدارة البدوي، التي تشهد ازدحاماً خانقاً بفعل موقعها الحساس الرابط بين الشريط التجاري ومحطة سيارات الأجرة وممر السكة الحديدية. وبالرغم من حيويتها الاقتصادية والاجتماعية، فإن هذه المدارة تعرف فوضى مرورية عارمة بسبب غياب شرطة المرور وانتشار العربات المجرورة بالدواب، مما يعمّق أزمة السير ويزيد من معاناة الساكنة والمرتفقين.
ويُلاحظ أن المهام الأمنية المرتبطة بالسلامة الطرقية في هذه المدارات تفتقر إلى التوازن بين الوقاية، الزجر، والاستباق، ما يحوّل بعض المحاور إلى فضاءات للفوضى بدل أن تكون واجهة تعكس انتظام الفضاء الحضري.
أمام هذه الوضعية، يأمل المواطنون أن يُفعّل التوزيع العقلاني لعناصر المرور، وفق ما تنص عليه الخطة الأمنية، خاصة بعد توفر الموارد البشرية الكافية، لضمان انسيابية السير وحماية الأرواح والممتلكات.
السلامة الطرقية ليست فقط مسؤولية السائقين، بل تستوجب حضورا أمنيا وصرامة تنظيمية مستمرة، لا موسمية.


