سفيان العلوي ـ ديريكت بريس مغرب
تُعرف محليًا بظاهرة “العتاقة”، أو ما يُطلق عليهم بين العامة بـ”الخطافة”، وهي فئة من السائقين الذين يوفرون خدمة نقل المواطنين بين الأحياء والدواوير والأسواق الأسبوعية، غالبًا مقابل مبلغ رمزي لا يتجاوز خمسة دراهم. هذه الخدمة، رغم طابعها غير المهيكل، أصبحت تؤدي دورًا بارزًا في تخفيف الضغط على وسائل النقل التقليدية بالمدينة.
الكثير من المواطنين يؤكدون أنهم اعتادوا الاعتماد على “العتاقة” في تنقلاتهم اليومية، سواء خلال ساعات النهار حيث يبقى العرض من سيارات الأجرة ضعيفًا، أو خاصة في فترات الليل بعد العاشرة، حين يصبح من الصعب العثور على وسيلة نقل عمومية.
ولا يقتصر دور “العتاقة” على تخفيف أزمة النقل داخل المجال الحضري فقط، بل يمتد أيضًا إلى توفير خدمات في اتجاهات لا يغطيها النقل العمومي ولا تصل إليها سيارات الأجرة، خصوصًا بعض المداشر والمناطق الهامشية، ما يجعل هذه الفئة في نظر الكثيرين حلًّا واقعيا لفراغ تنموي قائم.
في المقابل، يعيش هؤلاء السائقون تحت ضغط يومي بسبب التدخلات الأمنية، لكون نشاطهم غير قانوني ويُصنّف ضمن النقل غير المهيكل، مما يعرضهم لمخاطر الاعتقال وحجز العربات.
ويرى متتبعون أن هذه الظاهرة تعكس فجوة حقيقية في منظومة النقل العمومي، حيث لا يكفي العرض الحالي لتغطية الطلب المتزايد، ما يدفع المواطنين للبحث عن بدائل.
من بين الحلول المطروحة، التفكير في إدماج هذه الفئة داخل إطار قانوني عبر إحداث تعاونيات للنقل المحلي، أو تخصيص رخص خاصة بالنقل شبه الحضري، بما يسمح بضبط النشاط وتوفير خدمة آمنة للمواطنين مع الحفاظ على كرامة السائقين.