spot_img

ذات صلة

كل المقالات

دوزيم تُشعل الغضب الشعبي من جديد بسبب “طوطو”.. استفزاز متكرر أم انفلات إعلامي؟

✍️ بقلم: الصحافي حسن الخباز عادت القناة الثانية (دوزيم) لإثارة...

الفيلم السينمائي “زاز” مغامرة فنية أم كاستينغ مقصود !؟.الصورة : عبدو الشامي وسارة دحاني بطلا فيلم “زاز” والمخرج يوسف المدخر.

ديريكت بريس : محمد أورحو

وسط زخم الإنتاجات السينمائية المغربية، التي كثيرا ما تُبنى على أسماء رنانة ووجوه ألفها الجمهور “نجوم الصف الأول على قلتهم”، يأتي الفيلم السينمائي”زاز” كتجربة جريئة، يمكن اعتبرها مغامرة فنية، تُشبه تمرينا صعبا في كسر القواعد السائدة في الكاستينغ، حيث اعتمد المخرج على وجهين غير مألوفين لدى المشاهد في السينما .. وليسا سوى بطلي الفيلم .. عبدو الشامي وسارة دحاني اللذان يجسدان شخصيتي “زاز” و “حليمة” زوجته تحديدا في أحداث الفيلم.

فهل يمكن اعتبار فيلم “زاز” مغامرة فنية أم كاستينغ مقصود !!؟؟.
ولماذا لم يسند المخرج دوري “زاز” و”حليمة” لنجمين من الصف الأول !؟.

“زاز” هو أول تجربة سينمائية طويلة للمخرج يوسف المدخر، ومن المنتظر أن تعلن الشركة المنتجة عن موعد عرضه في القاعات السينمائية، من خلال ندوة صحفية سيتم الإعلان عنها في غضون الأيام القليلة المقبلة.

ينتمي الفيلم إلى نوعية “الدراما _ كوميدي” الممزوجة بعناصر التشويق البوليسي، وهو من بطولة عبدو الشامي وسارة دحاني. غير أن هذا الاختيار يضع الفيلم ومخرجه في محك الاختبار، إذ يعيد السؤال الجوهري:
هل يمكن لفيلم أن ينجح دون إسناد دور البطولة لنجوم معروفين وهل تملك الموهبة التي يختارها المخرج ما يكفي لإقناع الجمهور !؟.

في رده على هذا السؤال، أوضح السيناريست والكوتش “رشيد صفـَـر” أنه واكب مرحلة الإعداد للفيلم إلى جانب المخرج “يوسف المدخر”، بحكم اشتغاله على كتابة السيناريو والحوار في تعاون فني مع صاحب الفكرة، الممثل والسيناريست عبدو الشامي بطل الفيلم. وقال رشيد صفـَـر :

“عاينت طريقة اختيار المخرج “يوسف المدخر” للممثلين في الكاستينغ، وكذلك مرحلة التصوير خلال مهمتي ككوتش. وقد كان اختيار بطلي الفيلم، عبدو الشامي في دور “زاز” وسارة دحاني في دور زوجة زاز “حليمة”، حسب الرؤية الإخراجية – يضيف صفـَـر – نابعا من قرار المخرج بعدم اختيار ممثلين مشهورين أو لهما حضور قوي في الساحة الفنية على مستوى التلفزيون والسينما أيضا. وأضاف المتحدث نفسه أن المخرج اتخذ هذا القرار من منطلق وفائه لفكرة الفيلم، بعيدا عن حسابات التسويق. فقد كان أمام رهان تتبع رحلة “زاز”، على اعتبار أنه رجل من عامة الناس في أحداث القصة، التي تتخذ منحى تصاعدي بعد انتشار فيديو يظهر فيه “زاز” وهو ينتقد برلمانيا، على منصات التواصل الاجتماعي إذ ودون قصد سيجد “زاز” نفسه منافسا قويا للمؤثرين في سوق الإشهار، بعد أن يتحول إلى “نجم” يشغل العالم الافتراضي، ثم إلى “منتوج تسويقي” ستستثمر وكالة للدعاية شهرته المفاجئة. ومع تزايد عدد المتابعين، تنخفض قدرته على التحكم في حياته..
وأفاد رشيد صفـَـر أن الفيلم يجيب عن سؤال مهم جدا و هو :
هل تصمد العلاقة الإنسانية بين “زاز” و”حليمة” أمام لعنة الشهرة !!؟؟.
وفي تصريح للمخرج يوسف المدخر، أكد أن اختياره لممثلين غير مشهورين “شهرة النجوم”، في دوري شخصية “زاز” وشخصية “حليمة” أثار تساؤلات واستغرابا حتى من أقرب الناس إليه، لكن هذا الخيار، حسب تعبيره، كان “رهانا على المصداقية لا على الواجهة”.

“كنت أبحث عن وجهين و ممثلين لا يتذكرهما الناس سريعا، ويربطهما المتلقي بقصص وأبطال مسلسلات أو أفلام سابقة، لكي تمكّنهما هذه الخاصية من الاندماج في الدور بدون أحكام مسبقة عن تجارب أخرى. السينما .. مرآة، والمرايا لا تشتغل إذا حجبتها صور جاهزة”.
يقول يوسف المدخر مضيفا أن الاشتغال على شخصيتي “زاز” و”حليمة” لم يكن سهلا، موضحا أنه كان يبحث عن عفوية حقيقية، عن ممثلين يشخصان رجل وزوجته يشبهان المتفرج المغربي، وغير مشهورين بشكل كبير، وعبدو الشامي وسارة دحاني جسّدا ذلك بشكل دقيق لأنهما يملكان الموهبة”.
وشرح المخرج أن سارة دحاني ممثلة شاركت في المسرح و ظهرت في الشاشة الصغيرة بشكل خفيف، أما عبدو الشامي، فهو ممثل محترف سبق له الظهور على شاشة التلفزيون، قبل أن يغيب عنها لسنوات. هذه المعطيات _ يقول المدخر _ كانت من حسن حظه كمخرج وحظهما كممثلين، وجعلته متيقنا من أن أدائهما سيكون صادقا، مبرزا أنه اشتغل معهما بهذه الرؤية الفنية، وظهر ذلك جليا منذ مرحلة الإعداد والكاستينغ والتصوير أيضا.

ويضيف المخرج: “الاستعانة بممثلين غير مشهورين في هذا الفيلم، لم يكن موقفا ضد النجوم أو ضد منحهم البطولة، بل أسلوب إخراجي، اعتمدت عليه لكي يتعزز الإحساس بالواقعية وتزداد مصداقية الأداء التمثيلي، والحكم في الأخير للجمهور”.

وأوضح المدخر أنه لم يُعدّل السيناريو أو الأحداث بهدف تقليص الوجوه الفنية أو الديكورات، بل أسند أدوارا محورية أيضا إلى نجوم معروفين مثل : عبد اللطيف شوقي، زكريا عاطفي، كريم سعيدي، صالح بن صالح، سحر المعطاوي، جواد السايح، إبراهيم خاي، عباس كاميل، لبنى شكلاط، مهدي تكيطو، وآخرين من مشاهير الإنترنت مثل زياد الفاضلي الذي يشارك أيضا في الأعمال التلفزيونية وكذلك مريم الزبير، وأيوب حكيم اللذان شخصا دورين هامين ضمن أحداث الفيلم.
وأضاف المخرج يوسف المدخر أن الفيلم منح أول فرصة لعدد من الوجوه الشابة في مجال السينما، مثل الممثلة لبنى ماهر التي جسدت شخصية زوجة أب “زاز”، والتي تملك شغفا بالمسرح وتجربة في العروض والورشات التكوينية، وسفيان سميع الذي يقدم كبسولة بمحتوى هادف في منصات التواصل الاجتماعي، وهو صحفي مهني .. و وجوه أخرى بعضها له مشاركات فنية سابقة والبعض الآخر في أول تجربة، وسوف يكتشفهم الجمهور خلال عرض الفيلم.
و ختم يوسف المدخر تصريحه قائلا : “بالنسبة لي الممثل النجم يبقى دائما ورقة رابحة لتسويق الفيلم، لكن اختيار كاستينغ متنوع مع وجوه شابة وأسماء جديدة في عالم السينما ودمجهم مع نجوم معروفين في أحداث الفرجة السينمائية، رؤية إخراجية لا علاقة لها بالحسابات الضيقة، بل هي طريقة لتحويل القصة والسيناريو والحوار، إلى أحداث سينمائية تمتيز بالدقة والمصداقية في السرد البصري”.

جدير بالذكر أن فيلم “زاز” سيفتح نقاشا شائكا داخل الوسط السينمائي المغربي، للإجابة عن أسئلة محورية في صناعة السينما بالمغرب وهي :
هل شركات الإنتاج والمخرجين مستعدين لمنح الفرصة الأولى في الشاشة الكبرى لوجوه غير مألوفة !؟.
وهل الجمهور يتقبل البطولة في الأفلام السينمائية من خارج نادي الأسماء المتداولة؟.
و هل يمكن أن يحقق فيلم بطلاه ليسا من نجوم الصف الأول نجاحا جماهيريا !؟.

يبدو أن صناع فيلم “زاز”، يقدمون فيلما عن الشهرة عبر الإنترنت مع التذكير بأن الفن لا يجب أن يكون تابعا للنجم أو الوجه الجديد، بل صانعا لهما، ومواكبا لتألقهما ..
وبين الموهبة، الكاستينغ، والإخراج، هل سيتمكن الفيلم من كتابة شهادة ميلاد مدرسة جديدة في السينما المغربية !؟.
مدرسة تعطي الكلمة للموهبة، تحترم النجوم وقواعد التسويق وتعيد الكاميرا إلى حيث يجب أن تكون لزراعة التشويق، مع الاستعانة بالنجوم والوجوه الجديدة ضمن حركة سينمائية تسع “الجميع” لافرق فيها بين “نجم” و”مشروع نجم”، لتعطي الفرصة لكل من يرى في نفسه أنه قادر على إضافة حضور لامع في الشاشة الكبرى، بعد اقتناع المخرج و انتظار التجاوب من طرف الجمهور .. والتقييم المحايد من طرف النقاد والمهتمين بالفن السابع.
في انتظار خروج الفيلم لقاعات العروض تبقى هذه الأحكام أهم ما سيتحقق منه صناع فيلم “زاز”.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا
Captcha verification failed!
فشل نقاط مستخدم captcha. الرجاء التواصل معنا!
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img