في الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “كوب-29” التي تحتضنها العاصمة الأذربيجانية باكو، استعرض رئيس الحكومة المغربية، السيد عزيز أخنوش، التجربة الرائدة للمملكة في مجال التكيف مع التغيرات المناخية، ممثلاً عن جلالة الملك محمد السادس في هذا الحدث العالمي.
في كلمته، أشار السيد أخنوش إلى أن المغرب، تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك، بدأ مسيرة الانتقال الطاقي منذ سنوات، على المستويات الوطنية والدولية والقارية. وأوضح أن حوالي 40٪ من قدرة إنتاج الكهرباء في المغرب تعتمد اليوم على الطاقات المتجددة، مع توقعات بزيادة هذه النسبة إلى 52٪ قبل حلول عام 2030.
من المبادرات البارزة التي استعرضها السيد أخنوش، مبادرة “تكييف الفلاحة الإفريقية” (تريبل أ)، التي أطلقت في مؤتمر المناخ كوب-22 بمراكش، وتهدف إلى تحقيق “رؤية جريئة لتحويل الزراعة الإفريقية وحماية البيئة لمواجهة تغير المناخ”. وتركز هذه المبادرة على ثلاثة محاور رئيسية تشمل تحسين تدبير التربة، وتعزيز الوصول إلى مياه الري، واعتماد تكنولوجيات زراعية مرنة تتماشى مع الظروف المناخية القاسية.
كما أكد رئيس الحكومة على التزام المغرب بالتحول الطاقي وإزالة الكربون، من خلال مشاريع هيكلية تتضمن تحلية مياه البحر باستخدام الطاقات المتجددة، وتطوير الهيدروجين الأخضر. وذكر أن هذه الإجراءات تعزز مكانة المغرب كنموذج في مجال الطاقات المتجددة، وخاصة في الطاقة الشمسية والريحية، والتي تجعل المملكة وجهة رئيسية للاستثمار في الحياد الكربوني.
وأشار السيد أخنوش إلى أن التحديات البيئية التي تواجه العالم تستدعي التزامًا مشتركًا، خاصة من الدول الصناعية الكبرى التي تتحمل المسؤولية الأكبر عن الانبعاثات التاريخية. وأضاف أن مؤتمر “كوب-29” يمثل فرصة لاتخاذ إجراءات عملية لتسريع التحول البيئي وتوفير حلول تمويل مستدامة لصناديق التكيف وآليات التأمين المناخي، من أجل تمكين الدول الأكثر هشاشة من مواجهة تداعيات تغير المناخ.
واختتم السيد أخنوش بتأكيده على أن المغرب سيواصل جهوده ليكون نموذجًا عالميًا في التكيف مع التغيرات المناخية، معربًا عن أمله في أن تساهم التزامات “كوب-29” في بناء مستقبل أخضر ومستدام للجميع.