✍️ الرباط – الأحد 1 يونيو 2025
في خطوة دبلوماسية جديدة تؤكد متانة العلاقات المغربية البريطانية، عبّرت المملكة المتحدة عن إشادتها الكبيرة بريادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس في الدفع بعجلة العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب، وفي النهوض بالاستقرار الإقليمي والتنمية الوطنية الشاملة.
جاء هذا الموقف في بيان مشترك تم التوقيع عليه اليوم الأحد بالرباط، عقب جلسة مباحثات جمعت بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، ووزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية، السيد ديفيد لامي.
علاقات ملكية ترسخ الشراكة الاستراتيجية
البيان المشترك سلط الضوء على الروابط العميقة التي تجمع بين العاهلين، جلالة الملك محمد السادس والملك تشارلز الثالث، مبرزاً أن التقارب الملكي يعزز الاستقرار ويؤسس لعلاقة استراتيجية متينة بين المملكتين، قوامها الثقة المتبادلة والتعاون متعدد الأبعاد.
وأكد الطرفان أن هذا الزخم الملكي المتبادل يرسخ شراكة استراتيجية متطلعة نحو المستقبل، تشمل التعاون السياسي والاقتصادي، إلى جانب القضايا الأمنية والتنموية ذات البعد الإقليمي والدولي.
إشادة بجهود المغرب في إفريقيا
وفي الشق الإقليمي، أشادت المملكة المتحدة بـالمبادرات الملكية الرائدة في إفريقيا، وعلى رأسها:
- مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية الذي أطلقه جلالة الملك كمبادرة لبناء فضاء تعاون جديد على الساحل الأطلسي.
- المبادرة الملكية الدولية لتمكين بلدان الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، باعتبارها خطوة استراتيجية لفك العزلة وتحقيق الاندماج القاري.
واعتبر البيان أن هذا التوجه المتبصر يؤكد أن تنمية القارة الإفريقية تمثل أولوية استراتيجية للمملكة المغربية، من خلال تعاون تضامني وبراغماتي يخدم الاستقرار والرخاء الجماعي.
دعم لمواقف المغرب بخصوص القدس
كما أشادت الحكومة البريطانية بـالالتزام الثابت لجلالة الملك محمد السادس بقضية فلسطين، مثمنةً دوره المحوري كرئيس للجنة القدس، وهو الدور الذي وصفته بـ”الأساسي” في حماية الوضع القانوني والديني للمدينة المقدسة، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
إصلاحات كبرى بإشادة دولية
من جهة أخرى، نوهت لندن بـالإصلاحات البنيوية التي يشهدها المغرب بقيادة الملك محمد السادس، مؤكدة دعمها لها، سواء تعلق الأمر بالإصلاحات السياسية والاقتصادية أو تلك المرتبطة بحقوق الإنسان والتنمية المستدامة.
نحو شراكة نموذجية
البيان المشترك يُعد رسالة سياسية قوية تعكس الثقة المتبادلة بين الرباط ولندن، وإرادة المملكتين في تعزيز تعاونهما في مجالات عدة، من التجارة والاستثمار إلى الأمن والتربية والتغير المناخي.
وبهذه المناسبة، أكد الجانبان عزمهما على مواصلة الحوار الاستراتيجي، بما يُعزز المصالح المشتركة ويجعل من الشراكة المغربية البريطانية نموذجاً يحتذى به في ضفتي المتوسط والمحيط الأطلسي.