spot_img

ذات صلة

كل المقالات

عامل إقليم برشيد يوقف رئيس الجماعة وسبعة أعضاء ويحيلهم على المحكمة الإدارية للعزل .

العلوي زكرياء. في تطور غير مسبوق بالمشهد السياسي بالإقليم ،...

من رجل ناجح إلى التشرد.. قصة بدر التي هزّت مشاعر المغاربة

ديريكت بريس تفاعل الرأي العام الوطني خلال الأيام الأخيرة...

بونيف يعترف بفشل الإعلام الجزائري الرسمي ضد المغرب …

رشيد صفـَـر

في تصريح مثير للجدل، اعتبر المؤثر الجزائري مصطفى بونيف أن بلاده الجزائر تعيش حالة إفلاس إعلامي غير مسبوقة، بعدما اعترف أن الجزائر حولت مؤسساتها الرسمية ـ وفي مقدمتها القنوات العمومية ووكالة الأنباء الجزائرية ـ إلى “عدو دائم” للمغرب و وحدته الترابية حيث أضحى من المعلوم أن قضية الصحراء المغربية تشكل موضوعا مركزيا في النشرات الإخبارية والبرامج التلفزيونية، وكأن لا قضايا داخلية تستحق النقاش ولا ملفات ملحة تستدعي المتابعة داخل الجزائر الغارقة في مشاكل طوابير المواد الغذائية الأساسية من زيت وحليب وعدس وأيضا انعدام الماء الصالح للشرب وانقطاع التيار الكهربائي في بلد الغاز والبترول.

وأكد “بونيف” الذي يُطلق عليه أيضا “طاطا علجية”، أن الإعلام المغربي الرسمي، على خلاف نظيره الجزائري، لا يبني خطه التحريري على مهاجمة الجزائر، وبالفعل فالمغرب يركز على أولوياته الوطنية وفي مقدمتها التنمية الداخلية، والعلاقات الدولية الدبلوماسية، كما أضاف بونيف متحسرا أن المغاربة يدافعون بقوة على الوحدة الترابية لوطنهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي مؤكدا أنهم متفوقين على الجزائريين في الدفاع عن الوطن.

جدير بالذكر، أن مصطفى بونيف، هو أحد المؤثرين الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي، يثير جدلا واسعا و يقدَّم نفسه كإعلامي ومحلل سياسي، لكنه في الواقع لا يقدّم سوى سيل من الشتائم والسباب ضد المغاربة في كل فيديوهاته، بخطاب مليء بالكراهية، فارغ من أي بعد تحليلي أو سياسي.

المفارقة أن بونيف نفسه اعترف في أكثر من مناسبة بأن المغاربة متفوقون في الدفاع عن قضية الصحراء المغربية وأنهم لا يتسامحون مع كل من يحاول المساس بالوحدة الترابية للمملكة المغربية. ومع ذلك، يواصل “بونيف” عادته القديمة في ترديد نفس العبارات العدائية، في مزيج متناقض يجعله أشبه بواجهة كاريكاتورية للأزمة أكثر مما هو مؤثر أو محلل سياسي.

و يرى العديد من المتابعين لحالة بونيف أنها انعكاس للأزمة البنيوية التي يعيشها الإعلام الجزائري، العالق بين التوجيه السياسي الصارم من طرف العسكر وغياب الحرية المهنية. فمن جهة، تُستعمل الوجوه الإعلامية والمؤثرة كأدوات للهجوم على المغرب، ومن جهة أخرى، تتحول هذه الأدوات إلى مادة مثيرة للحرج والضحك داخليا وخارجيا بسبب ضعف الخطاب وتشنجه، وهنا تبرز المعضلة الكبرى لصناع القرار في الجزائر، بعد تصريحات بونيف التي عرت النظام الجزائري وإعلامه الرسمي أمام العالم، ومن المرجح أن الثور الذي سيكلفه العسكر بنطح بونيف لازال راجعا للوراء في انتظار لحظة الجري في اتجها أنف بونيف، لكن التضييق عليه من طرف العسكر سيُقرأ كقمع لموال وفي لهم، وتركه يواصل هرطقاته سيعني تكريس صورة الفشل الإعلامي أمام الرأي العام، إذ أصبح الوضع شبيه بـ”الفخ”، حيث كل الخيارات تفضي إلى نتيجة واحدة، وهي فقدان المصداقية.

في النهاية، يبدو أن قصة بونيف تختصر المشهد برمته، وتؤكد أن إعلام الجزائر الرسمي مشغول بالمغرب أكثر من انشغاله بهموم مواطنيه، وأن المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي والذباب الإلكتروني لبلد الغاز والبترول والأزمات الاجتماعية، يتحولون إلى مهرجين يثيرون السخرية أكثر مما يقنعون، و الفرق أن المغاربة، كما يعترف يونيف نفسه، ينجحون في توحيد صفوفهم للدفاع عن الصحراء المغربية بينما الإعلام الجزائري يوحّد فقط المشاهدين… حول زرّ “التخطي”.

فهل يعاقب صناع القرار بونيف بتهمة تشويه صورة بلدهم؟ أم يتركوه يواصل لعب دور “الكومبارس” المجاني في مسرحية إعلامية باهتة؟ في الحالتين، الجواب واحد : الضحك ثم الضحك في بلد القوة الضاربة بعرض الحائط للمواثيق الدولية وحسن الجوار.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا
Captcha verification failed!
فشل نقاط مستخدم captcha. الرجاء التواصل معنا!
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img