بقلم: سفيان العلوي الشريف – سيدي رحال الشاطئ
قبل سنوات، كانت سيدي رحال الشاطئ تُعدّ من الوجهات الصيفية الهادئة التي يقصدها الزوار للراحة والاستجمام، بفضل موقعها الساحلي ومناخها المعتدل. كانت المدينة تمنح روادها فسحة هادئة بين رمال ذهبية وهواء نقي، تجعل من الصيف تجربة ممتعة ومريحة.
لكن للأسف، تغير المشهد بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة. بات الزائر يلاحظ تحول المدينة من فضاء منظم إلى حالة أقرب إلى الفوضى. على الكورنيش، لم يعد البحر هو من يلفت الانتباه، بل الأصوات المرتفعة التي تنبعث من الباعة العشوائيين، ممن يحتلون الأرصفة ويعرضون سلعهم بطريقة لا تراعي حرمة الفضاء العمومي ولا راحة المصطافين.
المقلق أكثر هو الطريقة التي يُستغل بها الملك العمومي. فالممرات والمناطق المخصصة للمشاة باتت محتلة من طرف عربات مجرورة بالحيوانات، تنتقل دون ضوابط بجانب العائلات والأطفال، ما يطرح إشكالات تتعلق بالأمان والنظافة والصورة العامة للمدينة.
وقد تفاجأ كثيرون بحذف المساحات الخضراء التي كانت تزين واجهات الكورنيش. اختفى الغطاء النباتي وتعوّض بأرضيات صلبة جرداء لا توفر لا جمالية ولا راحة حرارية للمارة. كأن الجمال الطبيعي بات مستهدَفًا بدل أن يكون عنصرًا أساسيا في التخطيط العمراني.
إلى جانب ذلك، تبدو وضعية النظافة مزرية. النفايات منتشرة في عدة نقاط، والروائح الكريهة تزكم الأنوف، مما يسيء لسمعة المدينة، خصوصًا خلال موسم الصيف الذي يُفترض أن يكون فرصة لتعزيز جاذبيتها السياحية.
لا شك أن المسؤولية هنا مشتركة بين المجلس الجماعي، والشركة المفوض لها تدبير قطاع النظافة، وكذا باقي المتدخلين في تدبير الشأن المحلي. كما أن المواطن بدوره معني بالحفاظ على النظام والنظافة، لكن الإطار العام يجب أن توفره الجهات المنتخبة والمؤسسات المعنية.
إن سيدي رحال الشاطئ لا تحتاج مشاريع ضخمة بقدر ما تحتاج رؤية بسيطة وواضحة تعيد للمدينة ملامحها الأصلية، وتحترم موقعها كبوابة سياحية لجهة برشيد. المطلوب قليل من التنظيم، والصرامة في احترام الفضاء العمومي، والاهتمام بجمالية المكان، لأن في التفاصيل يكمن النجاح أو الفشل.
سيدي رحال لا تزال تملك من المقومات الطبيعية والبشرية ما يؤهلها لتكون مدينة جذابة ومرحّبة، فقط إن توفرت الإرادة الصادقة والرؤية الحكيمة.