بقلم: العلوي رجاء ـ ديريكت بريس مغرب
شهد حي جنان زناتة بعين حرودة في الساعات الأولى من صباح اليوم أحداثًا دامية عقب اندلاع مواجهات عنيفة بين مجموعة من المهاجرين غير النظاميين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء، ما تسبب في مقتل شخصين وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، بينهم ثلاثة في حالة حرجة.
ووفق مصادر محلية، اندلعت الاشتباكات باستعمال الأسلحة البيضاء والعصي، بعدما باغتت مجموعة من المهاجرين مجموعة أخرى وهم نيام، لتتحول المنطقة إلى ساحة مواجهة خطيرة خلفت هلعًا وسط السكان.
القوى الأمنية، من المركز الترابي للشلالات وعين حرودة والمركز القضائي بالمحمدية مدعومة بعناصر القوات المساعدة، تدخلت بسرعة لتطويق الوضع، فيما تم نقل المصابين إلى المستشفى قصد تلقي العلاجات الضرورية، وفتح تحقيق للكشف عن ظروف وملابسات الحادث.
سكان الحي أكدوا في تصريحات متطابقة أن الحادث ليست له علاقة بسلوك المهاجرين اليومي، معتبرين أن الخلاف يرتبط بصراع سياسي بين أنصار عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو (حميدتي)، في ظل التوترات التي تعرفها الساحة السودانية بعد التطورات الأخيرة.
هذه المواجهات أثارت مخاوف حقيقية لدى سكان زناتة الذين وصفوا ما عاشوه بـ”الليلة السوداء”، مطالبين بتعزيز الحضور الأمني تفاديًا لأي انفلات مماثل في المستقبل، خاصة بعد فرار عدد من المهاجمين عقب اندلاع العراك.
الحادث يعيد إلى الواجهة النقاش العمومي حول تدبير ملف المهاجرين غير النظاميين بالمغرب، حيث تتعالى الأصوات المطالبة بإيجاد حلول عملية، من قبيل إنشاء مراكز إيواء منظمة ومحروسة، تضمن من جهة الأمن والاستقرار للسكان المحليين، ومن جهة أخرى احترام كرامة المهاجرين وحقوقهم الإنسانية.
ويبقى السؤال المطروح بإلحاح: هل ستتخذ السلطات إجراءات استباقية صارمة لتفادي تكرار مثل هذه المواجهات؟ أم أن الوضع قد ينذر بمواجهات أخرى في مدن مغربية مختلفة إذا لم يتم احتواؤه مبكرًا؟