ديريكت بريس. القصر الكبير.
تعيش مدينة القصر الكبير على وقع حملة منظمة لتحرير وتنظيم الفضاءات العمومية، خاصة على مستوى سوق لالة عائشة الخضراء وساحة المنار، حيث باشرت السلطات المحلية عملية إخلاء الباعة الجائلين من هذه الفضاءات الحيوية، في خطوة تهدف إلى استعادة النظام وتسهيل مرور المواطنين في ظروف آمنة ومنظمة.
وقد تم نقل هؤلاء الباعة مؤقتًا إلى الساحة المجاورة لدار الدباغ، في انتظار تهيئة سوق نموذجي يستوفي الشروط القانونية والتنظيمية المطلوبة، وذلك في إطار مقاربة تشاركية تجمع بين الحزم في فرض القانون، والحرص على ضمان مصدر رزق للباعة في فضاء منظم ومحترم للحقوق.
الساكنة المحلية عبّرت عن ارتياحها لهذه المبادرة، مشيدة بالجهود المتواصلة للجنة المكلفة بتنظيم الأنشطة التجارية، تحت إشراف باشا المدينة، ورئيس دائرة مولاي علي بوغالب، وخليفة القائد بالملحقة الإدارية الثانية. وقد تمثلت هذه الجهود في تحرير الأرصفة وضمان انسيابية المرور، إلى جانب تحسين جمالية المدينة والحد من الفوضى والعشوائية التي لطالما طبعت بعض الفضاءات العمومية.
اللجنة الميدانية، المكونة من أعوان السلطة والشرطة الإدارية، تتخذ نقطة تمركز يومية بساحة المنار، مرفوقة بشاحنة تابعة للمصالح البلدية وسيارة للقوات المساعدة، ما يؤشر على طابع الاستمرارية في هذه الحملة. غير أن ملاحظين سجلوا غيابًا ملحوظًا للعناصر الأمنية المكلفة بالمؤازرة، وهو ما يطرح تساؤلات حول التنسيق الضروري بين مختلف الأجهزة المتدخلة لضمان فعالية التدخلات وحماية الأطقم الميدانية.
وفي هذا الصدد، وُجهت انتقادات لأداء رئيس الهيئة الحضرية بمفوضية الشرطة بالمدينة، على خلفية ما وُصف بضعف التجاوب مع متطلبات التنسيق الأمني، وغياب القدرة على تكييف المعارف النظرية مع الواقع الميداني، في سياق يتطلب سرعة الحسم ووضوح القرار.
وتبقى هذه الحملة، رغم بعض الملاحظات المسجلة، خطوة إيجابية على درب تنظيم الفضاء العام بمدينة القصر الكبير، شريطة مواصلتها في إطار مؤسساتي منسجم، وتعاون فعلي بين جميع المتدخلين، من أجل مدينة أكثر نظامًا وأمانًا وجودة في العيش.