مرسيليا –ديريكت بريس.
أكدت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، أن المغرب يسير بخطى واثقة نحو ترسيخ مكانته كمركز إقليمي لإنتاج الطاقات المتجددة وتطوير سلسلة القيمة للمعادن الاستراتيجية، وذلك في إطار الرؤية الملكية السامية التي جعلت من التحول الطاقي خياراً استراتيجياً للمملكة.
جاء ذلك خلال مشاركتها في أشغال الدورة الرابعة لمنتدى أوروبا-إفريقيا المنعقد بمدينة مرسيليا الفرنسية، والمنظم تحت شعار “لنبتكر معاً”، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والرئيس الفرنسي.
وفي كلمة لها خلال جلسة رفيعة المستوى، أبرزت بنعلي أن المغرب استثمر خلال العقدين الماضيين في بنية تحتية طاقية قوية، مما مكنه من إنتاج كهرباء متجددة بتكلفة تقل كثيراً عن تلك المعتمدة في الطاقة النووية بعدد من الدول الأوروبية.
كما شددت على أن هذه الدينامية تتناغم مع التوجيهات الملكية الرامية إلى تحقيق السيادة الطاقية وتعزيز أمن الطاقة الوطني، من خلال الاعتماد على الطاقات المتجددة، وتوطين التكنولوجيا، وتطوير سلاسل إنتاج محلية محدثة لفرص الشغل.
وفي جانب آخر، أوضحت الوزيرة أن للمغرب مؤهلات كبيرة في مجال الهيدروجين الأخضر، خصوصاً في إنتاج الميثانول والأمونياك الحراري، ما يجعله قادراً على تزويد الأساطيل البحرية العالمية بوقود نظيف وبأسعار تنافسية مقارنة بالغاز الطبيعي المسال.
وأضافت أن القطاع المعدني يندمج بدوره في هذه الاستراتيجية، إذ يسعى المغرب، إلى جانب شركائه الدوليين، إلى صياغة مرجعية جديدة لمعايير الاستدامة وشهادات ESG للمعادن الاستراتيجية، في إطار ما وصفته بـ”السوبر-ريجيون” الممتدة من كازاخستان إلى جنوب إفريقيا.
كما أكدت أن المملكة المغربية تطمح إلى الإعلان عن إطار مرجعي موحد جديد خلال المؤتمر الوطني المقبل حول المناجم، ضمن رؤية ملكية شاملة لتعزيز اندماج القارة الإفريقية وتموقع المغرب في سلاسل التوريد العالمية.
ويُعد منتدى أوروبا-إفريقيا منصة سنوية لتعزيز الشراكات بين القارتين، حيث خُصصت للمغرب جلسة خاصة سلطت الضوء على المشاريع المهيكلة الكبرى التي تشهدها المملكة، وموقعها المحوري كجسر استراتيجي بين إفريقيا وأوروبا في مجالات الطاقة والمعادن والاقتصاد الأخضر.