✍️ بقلم: أيوب الهوري.
ودّع فريق الجيش الملكي المغربي منافسات دوري أبطال إفريقيا من دور ربع النهائي، رغم تحقيقه لفوز معنوي بنتيجة 2-0 على ضيفه بيراميدز المصري، في اللقاء الذي احتضنه المركب الشرفي بمكناس، مساء الثلاثاء 8 أبريل 2025. ورغم هذا الانتصار، لم يكن كافياً لتعويض الهزيمة الثقيلة ذهابًا في القاهرة (4-1)، ليُقصى الفريق المغربي بمجموع المباراتين (4-3).
اللقاء بدأ بنسق هجومي من أصحاب الأرض، حيث تمكن يوسف الفحلي من افتتاح التسجيل مبكرًا في الدقيقة الثامنة، بتسديدة محكمة استقرت في شباك الحارس المصري، لتشتعل المدرجات وتنتعش آمال “العسكريين” في قلب الطاولة.
في الشوط الثاني، استمرت الكتيبة العسكرية بقيادة المدرب ألكسندر سانتوس في الضغط على دفاعات بيراميدز، لتُثمر محاولاتها عن هدف ثانٍ في الدقيقة 82 من توقيع جويل بيا، الذي أعاد الأمل للجماهير الغفيرة الحاضرة، لكن الوقت لم يكن في صالح الجيش، حيث أطلق الحكم صافرة النهاية معلناً تأهل بيراميدز إلى نصف النهائي.
خيبة أمل رغم الأداء الرجولي
رغم الفوز، لم يستطع الجيش الملكي طمس آثار السذاجة الدفاعية التي طبعت مباراة الذهاب، والتي كلفت الفريق ثلاثية في الشوط الأول فقط، وجعلت مهمة العودة شبه مستحيلة. ورغم أن الفريق أظهر شخصية قوية وروحاً قتالية على أرضية ملعب مكناس، إلا أن الغياب عن المنافسات القارية لفترة طويلة، وعدم النضج في مباريات الحسم، كشفا هشاشته في مثل هذه المناسبات.
درس قاسٍ في رحلة العودة الإفريقية
الخروج أمام بيراميدز، الفريق المصري الطامح والعنيد، يجب أن يكون درساً قاسياً للجيش الملكي، الذي استعاد بريقه محليًا لكنه مازال بحاجة إلى تجربة قارية أعمق، وخبرة أكبر للتعامل مع ضغط المواجهات الكبرى، خصوصًا خارج الديار.
الجماهير المغربية خرجت من الملعب فخورة بأداء فريقها في الإياب، لكنها تدرك جيدًا أن مباريات الذهاب تُعدّ نصف المعركة، وأن الأخطاء الدفاعية القاتلة لا تغتفر في بطولات بهذا الحجم.
الجيش الملكي يخرج مرفوع الرأس، لكن بحاجة لمراجعة الحسابات… فالأحلام الكبيرة لا تُبنى فقط على الروح، بل على واقعية التكتيك ونضج الأداء.