بقلم: الصحافي حسن الخباز – مدير جريدة الجريدة بوان كوم
في قصة إنسانية استثنائية، تعيش كلبة مغربية تدعى “زاكورة” اليوم حياة مترفة في بريطانيا، بعدما انتُشلت من التشرد والجوع في المغرب، لتصبح مقيمة قانونياً في واحدة من أكثر الدول احتراماً لحقوق الحيوان.
القصة بدأت عندما كان زوجان بريطانيان يتجولان بدراجتيهما الهوائيتين في منطقة زاكورة السياحية، حيث فوجئا بكلبة هزيلة تتبع خطاهما بإصرار رغم إصابتها في رجليها الخلفيتين. ورغم صعوبة حركتها، استمرت في الجري وراءهما لمسافة فاقت 80 كيلومتراً، في مشهد مؤثر يعكس قوة وفائها ورغبتها في النجاة.
الزوجان لم يقفا مكتوفي الأيدي، فقاما بوضع جوربين على رجليها المصابتين، تشجيعاً لها على الاستمرار في الرحلة، ثم اصطحباها إلى مكان إقامتهما المؤقت. هناك، قررا تبنيها ومنحها فرصة لحياة كريمة، فنقلاها إلى مركز محلي لإنقاذ الحيوانات، حيث خضعت للعلاج والتطعيمات اللازمة، قبل أن تبدأ رحلة الإجراءات القانونية المعقدة التي استمرت أشهراً حتى حصلت على جواز سفر خاص بها، لتنتقل أخيراً إلى بريطانيا.
اليوم، تعيش “زاكورة” حياة لم تكن لتحلم بها، ببرنامج يومي مليء بالأنشطة، وطعام صحي، ورعاية طبية متكاملة، إضافة إلى متابعة دقيقة لوضعها الصحي. وقد خصصت عائلتها الجديدة قناة على وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة تفاصيل حياتها، حيث يتابع قصتها ملايين الأشخاص حول العالم.
إحدى التعليقات المؤثرة على “إنستغرام” قالت:
“الناس تمشي تدور في المغرب وتلقى كنزاً اسمه الوفاء… الكلبة وفية، والسياح أوفياء أيضاً، فكانت النتيجة قصة حب حقيقية.”
معلّقة أخرى أضافت:
“نتمنى أن توقظ هذه القصة ضمير المسؤولين تجاه معاناة الحيوانات الضالة في بلدنا.”
هذه القصة المؤثرة لم تُلهم فقط محبي الحيوانات، بل أثارت كذلك مشاعر الكثيرين، إذ رأى فيها البعض رمزاً لمعاناة ملايين العرب الساعين للهجرة إلى دول تمنحهم حقوقاً وكرامة إنسانية، مثلما حصلت عليه “زاكورة”، التي تحولت من كلبة متشردة بلا مأوى إلى مقيمة قانونية في بريطانيا، تستفيد من كل ما يضمن لها حياة آمنة وكريمة.