بقلم: حجاج نعيم — ديريكت بريس مغرب، ابن أحمد / إقليم سطات
رغم تسجيل انخفاض طفيف في درجات الحرارة خلال يومي الأربعاء والخميس من شهر يونيو 2025، عرف مستشفى القرب بمدينة ابن أحمد توافد عدد متزايد من مرضى داء السل وأمراض الجهاز التنفسي، بحثاً عن الإسعافات الأولية في ظل محدودية الوسائل الطبية المتوفرة بالمؤسسة.
وحسب ما عاينه موفد ديريكت بريس مغرب بعين المكان، فقد حاول الطبيب المداوم الدكتور أيوب العرگوبي، بمعية طاقم من الممرضين، تقديم الإسعافات الضرورية وإنقاذ الحالات الحرجة المتوافدة على المستشفى، وذلك بالاعتماد أساساً على قارورات الأوكسجين المتوفرة، في غياب تجهيزات طبية أساسية قد تحدث فارقاً في مثل هذه الحالات.
ورغم الجهود المبذولة من طرف الفريق الطبي، إلا أن الوضعية الصحية الحرجة لبعض المرضى حالت دون إنقاذهم، حيث لفظ رجل وامرأة أنفاسهما الأخيرة، بعدما كان الطبيب قد أعطى أوامره العاجلة باستدعاء سيارة الإسعاف الطبية المجهزة بالأوكسجين لنقلهما صوب المستشفى الإقليمي بسطات قصد استكمال العلاج الضروري.
هذه الواقعة تعيد إلى الواجهة النقاش الحاد حول الوضعية المتدهورة للقطاع الصحي بإقليم سطات عموماً ومدينة ابن أحمد على وجه الخصوص، خاصة أن المستشفى المحلي ظل لسنوات يشكل الوجهة الوحيدة لعدد من جماعات الإقليم التي تفتقر إلى بنيات صحية قادرة على استيعاب الحالات الحرجة.
ويستحضر أبناء المدينة في مثل هذه المآسي حجم المفارقة الصادمة بين الوضع الحالي وبين التاريخ الصحي الذي كانت تتباهى به مدينة ابن أحمد، التي احتضنت سابقاً مستشفى داء السل الذي اعتُبر من أكبر المراكز الصحية المتخصصة على صعيد القارة الإفريقية، قبل أن تطاله يد الإهمال والإغلاق ليتحول إلى معلمة مهجورة خارج الخريطة الصحية للمنطقة.
وفيما تتواصل زيارات عدد من الوجوه السياسية لمستشفى القرب خلال الفترات الانتخابية في إطار ما يشبه العروض الموسمية، تبقى وعود إعادة الاعتبار لهذا المرفق الحيوي مجرد خطابات استهلاكية يتبخر مفعولها فور انتهاء الحملة الانتخابية، في ظل استمرار معاناة الساكنة مع نقص الخدمات والتجهيزات.
وفي انتظار تدخل فعلي من الجهات الوصية للنهوض بالقطاع الصحي بمدينة ابن أحمد، يظل الطاقم الطبي المحلي مجبراً على مواجهة الأزمات اليومية بإمكانيات محدودة، في معركة لا تنتهي مع أرواح تبحث عن حقها المشروع في العلاج والإنقاذ.
