أشارت تقارير إعلامية إلى رصد شاحنات تحمل مكونات من أحدث نسخ نظام الدفاع الجوي الأمريكي “باتريوت” في المغرب، وهو ما يأتي في إطار صفقة تمت الموافقة عليها من قبل البنتاغون عام 2021 لتزويد القوات المسلحة المغربية بهذا النظام المتطور. وتهدف المملكة من خلال اقتنائها لهذا النظام إلى تعزيز قدرتها على التصدي للتهديدات الجوية المتعددة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار.
وفقًا لموقع متخصص في الشؤون العسكرية، فإن ظهور جزء من نظام باتريوت في المغرب يشير إلى بدء مرحلة التسليم، فيما تسعى المملكة للحصول على هذا النظام كرد استراتيجي لمواجهة التطورات الأمنية في شمال إفريقيا. ويُذكر أن النظام الدفاعي الأمريكي يُعد إضافة قوية للترسانة المغربية، إذ يوفر قدرات رادارية وتقنيات اعتراض دقيقة تتيح حماية المنشآت الحيوية مثل المطارات ومحطات الطاقة والمرافق العسكرية من الهجمات المحتملة.
على صعيد تحديث القدرات العسكرية، تأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من التحديثات التي يشهدها الجيش المغربي؛ فقد تم خلال السنوات الماضية اقتناء وترقية عدد من الدبابات وأنظمة الصواريخ، بالإضافة إلى اختبار أنظمة مثل HIMARS خلال مناورات “الأسد الإفريقي”. ويُعتبر تشغيل النسخ المحدثة من نظام باتريوت جزءًا من استراتيجية شاملة لتعزيز الردع الجوي والدفاع الوطني.
وأشار خبراء عسكريون إلى أن هذا النظام يتميز بدقة اصطدامه العالية واندماجه مع المعدات القياسية لحلف الناتو، ما يمنحه ميزة تكتيكية مقارنة بأنظمة الدفاع الأخرى في المنطقة، مثل نظام “إس 400” الروسي الذي يشغله الجيش الوطني الشعبي الجزائري. كما تم الإشارة إلى إمكانية استفادة الولايات المتحدة من تشغيل المغرب لهذا النظام من خلال جمع معلومات استخباراتية حول الأداء التشغيلي للمقاتلات والأنظمة الجوية في المنطقة.
في تصريحات لخبير عسكري لجريدة ديريكت بريس إلكترونية، أوضح أن تكامل نظام باتريوت مع أنظمة أخرى مثل مقاتلات F-16 وطائرات المراقبة G550 يشكل شبكة دفاعية مترابطة قادرة على رصد واعتراض التهديدات المتعددة في الوقت ذاته. كما أكد على قابلية النظام للتكيف مع الظروف الجوية والجغرافية المختلفة، ما يعزز فعاليته في بيئة معقدة مثل شمال إفريقيا.
من جانبه، وصف أحد الباحثين في القضايا الاستراتيجية بأن إدخال هذه الأنظمة الدفاعية ليس مجرد خطوة في سباق التسليح الإقليمي، بل يعكس تحولًا في العقيدة الدفاعية والقدرات التكتيكية للجيشين المغربي والجزائري، مع توقعات بتداعيات استراتيجية تمتد إلى مستوى التحالفات والتوازن العسكري في المنطقة.