بقلم الصحافي: حسن الخباز
اهتزت مدينة تارودانت على وقع حادث مأساوي أسفر عن وفاة خمسة عمال اختناقًا داخل نفق بسد المختار السوسي، إثر انفجار قنينة غاز أثناء عمليات إصلاح داخل النفق. رغم المحاولات الحثيثة لإنقاذ الضحايا منذ صباح يوم الحادث، إلا أن العملية استغرقت أكثر من يوم لاستخراج الجثث، ما يثير العديد من التساؤلات حول مدى جاهزية فرق الإنقاذ والوقاية المدنية في مواجهة مثل هذه الحوادث.
وفق المعطيات المتوفرة، دخل العمال النفق صباحًا حوالي الساعة الحادية عشرة لإصلاح ثقوب في الأنابيب باستخدام قنينتي غاز وأوكسجين للتلحيم. لكن ضيق المساحة، إلى جانب انفجار إحدى القنينتين، تسبب في انتشار سريع للغاز السام داخل النفق، ما أدى إلى اختناق العمال في دقائق معدودة.
رغم تدخل رجال الإطفاء والوقاية المدنية، إلا أن الرائحة الكثيفة للغاز حالت دون قدرتهم على الدخول الفوري لإنقاذ الضحايا. استُخدمت فرق متخصصة في دخول الأنفاق لفك الحصار عن العمال، إلا أن الجهود لم تثمر إلا بعد ساعات طويلة، حيث أُخرجت الجثث فجر اليوم التالي، في ظل انتقادات حادة لعدم وجود تجهيزات كافية تتيح الوصول السريع للضحايا وإنقاذهم في الوقت المناسب.
أسئلة تطرح نفسها بحدة:
- هل كانت إدارة السد على دراية بالمخاطر المرتبطة باستخدام قنينتي غاز في فضاء مغلق؟
- لماذا لم تتخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب مثل هذا الحادث؟
- هل تفتقر الوقاية المدنية إلى التجهيزات المناسبة للتعامل مع حالات الاختناق والغازات السامة؟
في الوقت الذي بذلت فيه جهود كبيرة من قبل فرق الإنقاذ، بما في ذلك رجال الدرك الملكي، القوات المساعدة، وفريق من عمال منجم الزكندر، فإن الحادث يسلط الضوء على نقاط ضعف كبيرة في إدارة الأزمات وحماية أرواح العمال.
هذا الحادث الأليم يفتح نقاشًا واسعًا حول ضرورة تجهيز فرق الإنقاذ بأحدث التقنيات والوسائل اللوجستية، وكذلك تحسين شروط السلامة داخل مواقع العمل، خصوصًا في المشاريع الكبرى التي تنطوي على مخاطر عالية.
الإجابة عن هذه الأسئلة، وتحديد المسؤوليات بوضوح، أمر لا يحتمل التأجيل، ليس فقط لإنصاف الضحايا وأسرهم، ولكن أيضًا لتفادي تكرار هذه المأساة مستقبلاً.