spot_img

ذات صلة

كل المقالات

إبن أحمد على صفيح ساخن… الشرطة تقترب من فك لغز “فاجعة المرحاض”

✍️ المراسل: حجاج نعيم – إبن أحمد، إقليم سطات في...

الحسيمة تحتفي بالتربية الدامجة عبر دورة تكوينية لتعزيز مبدأ “التعلم للجميع”

مراسلة: هشام مساعد في إطار الحملة الجهوية التواصلية للتربية الدامجة،...

السجن لكاتب جزائري قال أن تلمسان و وهران مغربيتان.

“الواقع والمواقع “… سلسلة مقالات ننشرها حصريا في جريدة “ديريكت بريس” للتسلية والترفيه وأيضا للتوعية والتثقيف، حيث نرصد من خلالها تفاصيل حدث خلق ضجة إعلامية كبيرة، انطلاقا من مواقع التواصل الاجتماعي، لنتتبع خيوط تأثيره على ردود أفعال المواطنين وصناع القرار في العديد من دول العالم.
بقلم : رشيد صفــَـر

الحلقة 12 : السجن لكاتب جزائري قال أن تلمسان و وهران مغربيتان.

في عصر تتحول فيه مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصات لمحاكم موازية، خرج اسم الكاتب بوعلام صنصال من قاعات المحاكم الجزائرية إلى ألسنة وأقلام الجدل في العالم الافتراضي. حُكم على بوعلام الكاتب الفرنسي-الجزائري بخمس سنوات سجنا نافذة وغرامة مالية قدرها 500 ألف دينار جزائري (ما يعادل 36 ألف درهم)، بتهم ثقيلة وهي : “المساس بوحدة الوطن”، و “إهانة هيئة نظامية”، و”القيام بممارسات تضر بالاقتصاد الوطني”، لكن هيهات فعلى مواقع التواصل الاجتماعي، الرواية كانت مختلفة تماما.

من هو بوعلام صنصال؟

بوعلام صنصال ليس اسما عابرا في الأدب المغاربي، فهو كاتب وروائي جزائري معروف بكتاباته الجريئة، الحاملة لرسائل سياسية تنتقد النظام في بلاده، يقيم في فرنسا، لكنه لم يقطع يوما حبل السجال مع وطنه الأم و هو ما كلفه في النهاية حريته.
في أواخر سنة 2024، تم توقيفه بمطار الجزائر العاصمة قادما من باريس، حيث بدأت فصول القضية التي تحولت إلى حديث مواقع التواصل.
بعد اقتياده إلى المعتقل صاغت المحكمة ملف التهم تحت عناوين “وحدة الوطن” و”الأمن القومي”، لكن رأى المتابعون على مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف المنابر الإعلامية أن جوهر القضية أعمق من تهم على المقاس، تم إعدادها في الكواليس لكسر قلمه اللاذع والحارق، و إخماد صوته المزعج لنظام الجزائر، إذ في مقابلة إعلامية مع منبر فرنسي، وجه صنصال اتهاما مباشرا للنظام الجزائري بخلق جبهة البوليساريو لزعزعة استقرار المغرب، وصرح بأن “مدنا مثل تلمسان ووهران كانت تاريخيا جزءا من المغرب”. كلمات سقطت كصاعقة على مسامع المتحكمين في زمام الأمور بالجزائر، الذين تحينوا له الفرصة وبعد دخوله للبلد، سقط بين مخالب النظام العسكري الجزائري الذي عجل بمحاكمته بخمس سنوات انتقاما من تصريحاته ومواقفه السياسية التي لا تطرب الحكام في الجزائر.

الحرية_لبوعلام.. هاشتاغ يحرك المياه الراكدة

لم يمر الحكم على “بوعلام صنصال” دون ردود أفعال محلية إقليميو ودولية، إذ اشتعلت المنصات على تويتر وفيسبوك بهاشتاغ #الحريةلبوعلام و#العدالةللصنصال، انتشرت مئات التدوينات والتغريدات وكلها تشكك في التهم وتعتبر المحاكمة سياسية بامتياز، ورأى ناشطون وصحفيون في إدانة صنصال امتدادا لحملة إسكات الأصوات المنتقدة للنظام الحاكم بالجزائر.

لم تقتصر حملة التضامن مع بوعلام صنصال على الجزائريين وحدهم، بل دعمته أصوات من فرنسا والمغرب وأيضا شخصيات دولية انضمت للضغط من أجل الإفراج عن هذا الكاتب، كما شارك في الحملة أدباء وصحفيون، و استغل أيضا ناشطون جزائريون في الخارج الحدث لتسليط الضوء على قضايا حرية التعبير في الجزائر.

صراع السرديات على مواقع التواصل

وسط ضجيج التضامن، ظهرت أصوات أخرى تدافع عن الحكم وتعتبره ضرورة لحماية الأمن القومي. في نقاشات ساخنة على فيسبوك وإنستغرام، انقسم المتابعون بين من يعتبر صنصال “بطلا يدافع عن الحقيقة”، ومن يراه “خائنا لوحدة البلاد”.

كل طرف كان ينشر فيديوهات وتصريحات تضفي مصداقية على روايته، حيث استُخدمت مقتطفات من تصريحات بوعلام صنصال في المقابلة بالقناة الفرنسية كدليل إدانة لدى البعض، بينما استُشهد بها كوثيقة دفاع لدى الآخرين، لكن هذا الصراع جعل القضية أكبر من مجرد حكم قضائي، لقد أصبحت معركة على المعنى والهوية.

الإنترنت.. المحكمة البديلة

ما أظهرته قضية بوعلام صنصال هو أن مواقع التواصل الاجتماعي لم تعد فقط ساحة للنقاش، بل أصبحت سلطة موازية، فقد كشفت حملات التضامن والانتقاد أن القرارات القضائية مهما كانت صرامتها لم تعد حصرية لقاعة المحكمة، وعلى المنصات الرقمية، يمكن إعادة صياغة الروايات وخلق واقع جديد قد يكون حقيقيا مقارنة بالرواية الرسمية.

لقد أراد النظام الجزائري أن يجعل من محاكمة بوعلام صنصال عبرة لكل من “يتجاوز الخطوط الحمراء” من منظور حكام الجزائر، لكن رواد مواقع التواصل الاجتماعي كان لهم رأي آخر، ففي عالم قد يصبح فيه “الهاشتاغ” أقوى من المذكرة القضائية، وحيث الفيديوهات قد تكون أبلغ من الأحكام، يظل السؤال مفتوحا :
هل سُجن الكاتب صنصال سيخفي كل ما صرح به وما كتبه، أم أن صوته وتصريحاته ستظل حرة في الفضاء الرقمي بلا حدود !؟.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا
Captcha verification failed!
فشل نقاط مستخدم captcha. الرجاء التواصل معنا!
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img