ديريكت بريس/ سيدي رحال الشاطئ.
سيدي رحال الشاطئ، المدينة الساحلية التابعة لعمالة إقليم برشيد، لم تعد كما عهدها زوارها، فقد صارت رهينة لظواهر مستفحلة باتت تسيء إلى سمعتها، وتُقض مضجع ساكنتها. هنا، لا صوت يعلو على صوت “تخرخير الشيشة” ولا ضجيج يعلو على موسيقى صاخبة تنبعث من “وسط مقهى بالحيط الصغير” تحولت إلى ملهى ليلي عشوائي تقدم كل ما يُغري ويسيل اللعاب، من دخان النرجيلة إلى رذائل تحت جنح الظلام و تطبيع من طرف قائد مركز الدرك الملكي .
الشارع المار من أمام مقر الباشوية نفسه لم يسلم من هذا الانفلات، حيث تنتصب مقاهٍ لا تحمل من المقاهي سوى الاسم، بل هي وكر لما يصفه سكان المدينة بـ”العهر المنظم”، و”التحريض على الفساد”، ومجال مفتوح لإدمان القاصرات. فالمكان الذي يفترض أن يخضع لأبسط معايير المراقبة تحول إلى نقطة سوداء على خريطة المدينة.
أكثر من 20 مقهى تقدم الشيشة علنًا، بلا ترخيص ولا احترام للقوانين، بل الأدهى أن بعضها يوجد وسط أحياء سكنية، مما يزيد من معاناة الأسر التي وجدت نفسها محاطة بأوكار دخيلة، لا تراعي حرمة المكان ولا راحة السكان.
في الفترة الأخيرة تُروى القصص عن تجاوزات تتجاوز مجرد تقديم الشيشة، وسط تلميحات عن وجود “شراكات مزعومة” بين بارونات المخدرات و اصحاب مقاهي الشيشة الذين اصبحو يلعبون دور الوسيط في بيع سم البوفا التي زاحمت الشيشا في المدينة الساحلية الصغيرة.
سيدي رحال الشاطئ لا تستحق هذا المصير. فالمدينة التي وُعدت بالتنمية والاستثمار تحولت إلى مرتع للانفلات، في ظل صمت رسمي من طرف قائد مركز الدرك الملكي يطرح أكثر من علامة استفهام: هل من محاسبة؟ وهل من قرار يعيد للمدينة هيبتها وكرامة سكانها؟ الأيام وحدها كفيلة بالإجابة، ما لم يُرفع الستار عن حماية هذه الفوضى المنظمة.