في كلمة افتتاحية ألقاها أمام حضور بارز من البرلمانات الإفريقية، دعا السيد راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب بالمملكة المغربية، إلى توحيد الرؤى وتعزيز التعاون بين الدول الإفريقية لمواجهة التحديات المشتركة التي تعصف بالقارة. وأكد الطالبي العلمي على ضرورة بناء وعي تاريخي إفريقي متجه نحو المستقبل، مؤكدًا أن إرث الاستقلال والإنجازات الوطنية التي حققها قادتها السابقون يجب أن يكون حافزًا لتجاوز التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه إفريقيا اليوم، بما في ذلك مشاكل الجفاف والتصحر وانخفاض معدلات التنمية.
وأشار الرئيس إلى أن البرلمانات الإفريقية تلعب دورًا مركزيًا في صياغة سياسات مشتركة تضمن حماية حقوق المواطنين وتعزيز الاستقرار، داعيًا إلى تفعيل الحوار الحر والمسؤول بين الدول الإفريقية لتقريب الآراء وتحقيق الوحدة الوطنية والإفريقية. كما تناول الخطاب مخاطر الإرهاب والتطرف والانفصال، محذرًا من أن هذه الظواهر تهدد بتفكيك الدول وإضعاف سيادتها، مما يستدعي وقفة جادة من الجميع لحماية الأمن والاستقرار في القارة.
ودعا الطالبي العلمي في كلمته إلى ضرورة الاستفادة من الإمكانات الطبيعية والبشرية الهائلة التي تتوفر عليها إفريقيا، مؤكداً أن شباب القارة هم ركيزة أساسية لتحقيق التنمية والازدهار، وأن الوحدة والتعاون بين الدول الإفريقية هما السبيل لمواجهة التحديات الدولية وتحقيق التقدم المستدام.
وفي ختام كلمته، شكر رئيس مجلس النواب المشاركين وأكد على أهمية اللقاءات البرلمانية كمنصة لصياغة سياسات تنموية جريئة تضع إفريقيا في مصاف الدول المؤثرة على المستوى العالمي، معربًا عن تفاؤله بأن الإرادة السياسية المشتركة قادرة على تحويل التحديات إلى فرص حقيقية للتقدم والرخاء.