لا يزال الرئيس الجزائري يعاني صدمة اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء، وهو ما انعكس بوضوح في خطابه الأخير أمام البرلمان الجزائري. خلال هذا الخطاب، خصص جزءاً كبيراً لانتقاد المغرب وفرنسا معاً، حيث أعاد الحديث عن ملفات تاريخية مثل الجماجم ومخلفات التجارب النووية الفرنسية في الجزائر.
كما لجأ إلى خطاب عدائي مباشر تجاه المغرب، متحدثاً عن الحكم الذاتي كمقترح فرنسي ومشككاً في دوافع فرنسا للدفاع عن مغربية الصحراء. في تصعيد إضافي، تطرق الرئيس الجزائري إلى قضايا حساسة مثل وصف أحد المفكرين المعتقلين في السجون الجزائرية بعبارات مشينة، مما أثار استياء واسعاً. ولم يكتفِ بذلك، بل أضاف رواية جديدة بأن الحل في قضية الصحراء هو “الاستقلال”، في محاولة مستمرة لمعاكسة الإجماع الدولي الذي يتجه نحو دعم المقترح المغربي.
الدافع النفسي وراء تصعيد الجزائر
محاولات الجزائر المتكررة للنيل من المغرب تبدو مدفوعة بدوافع نفسية في المقام الأول. الحقد والغيرة على النجاح المغربي في مختلف المجالات، سواء على المستوى الدبلوماسي أو الاقتصادي، تجعل من الجزائر حالة استثنائية في علاقتها بالمغرب.
رغم الجهود الدبلوماسية الجزائرية الحثيثة لتشكيل لوبي ضغط داخل فرنسا بهدف التأثير على موقفها من قضية الصحراء المغربية، فإن اعتراف باريس بمغربية الصحراء جاء كصفعة قوية للدبلوماسية الجزائرية، وأصبح يمثل “عقدة نفسية” جديدة تُضاف إلى مشكلاتها المزمنة مع المغرب.
المغرب: استراتيجية التجاهل والعمل
المغرب، وبعد سنوات من محاولات الحوار التي باءت بالفشل، تبنّى استراتيجية مختلفة في التعامل مع الجزائر.
- التجاهل مقابل الاستفزاز: بدل الرد على الهجمات الجزائرية المتكررة، اختار المغرب الصمت، تاركاً الإنجازات تتحدث عنه.
- التركيز على العمل: يركز المغرب على بناء اقتصاده، تعزيز موقعه الدولي، والمضي قدماً في مشاريع تنموية كبرى، دون الالتفات للحملات الجزائرية.
رسالة واضحة للعالم
هذا النهج المغربي لا يهدف فقط إلى تجاوز الصراعات الثنائية، بل أيضاً إلى إيصال رسالة واضحة للعالم: المغرب ماضٍ في مسيرته نحو التنمية والاستقرار، فيما تبقى الجزائر عالقة في عقدة الماضي.