spot_img

ذات صلة

كل المقالات

إبن أحمد على صفيح ساخن… الشرطة تقترب من فك لغز “فاجعة المرحاض”

✍️ المراسل: حجاج نعيم – إبن أحمد، إقليم سطات في...

الحسيمة تحتفي بالتربية الدامجة عبر دورة تكوينية لتعزيز مبدأ “التعلم للجميع”

مراسلة: هشام مساعد في إطار الحملة الجهوية التواصلية للتربية الدامجة،...

سقوط الطفل المغربي ريان في بئر … مأساة هزت العالم..

سلسلة الواقع والمواقع ..

في عصر التطور التكنولوجي والاتصال الفوري، لم تعد وسائل التواصل الاجتماعي مجرد منصات للتفاعل بين أفراد العائلة والأصدقاء وزملاء العمل فقط، بل أصبحت فضاء لصناعة وتشكيل الرأي العام، وإشعال النقاشات الكبرى، والتأثير في القرارات السياسية، فقد تتحول تغريدة أو مقطع فيديو قصير إلى قضية وطنية أو أزمة دولية.

“الواقع والمواقع “… سلسلة مقالات ننشرها حصريا في جريدة “ديريكت بريس” للتسلية والترفيه وأيضا للتوعية والتثقيف، حيث نرصد من خلالها تفاصيل حدث خلق ضجة إعلامية كبيرة، انطلاقا من مواقع التواصل الاجتماعي، لنتتبع خيوط تأثيره على ردود أفعال المواطنين وصناع القرار في العديد من دول العالم.
بقلم : رشيد صفــَـر

الحلقة 12: سقوط الطفل المغربي ريان في بئر … مأساة هزت العالم..

في يوم الثلاثاء 1 فبراير 2022، شهدت قرية إغران، التابعة لجماعة تمروت في إقليم شفشاون شمال المملكة المغربية، نحو 500 كلم عن العاصمة الرباط، حادثة مأساوية ستظل محفورة في ذاكرة المغاربة والعالم، إذ سقط الطفل ريان أورام، ذو الخمس سنوات، سقط / بشكل عرضي في بئر ضيقة بعمق 32 مترا، بينما كان يلعب بالقرب من منزله. ومنذ تلك اللحظة، بدأ السباق مع الزمن لإنقاذه في واحدة من أكثر عمليات الإنقاذ متابعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.

تفاصيل الحادث

كان ريان يلعب كعادته بجانب المنزل، ولم يكن أحد يتوقع أن اختفاءه المفاجئ، سيقود عائلته إلى اكتشاف سقوطه في بئر ضيقة غير مغطاة. يبلغ عمق البئر 32 مترا وقطرها مابين 30 و 45 سنتيمترا في فوهتها، مما جعل عملية النزول لإنقاذه مستحيلة.
سُمع صوت ريان لأول مرة من خلال كاميرا صغيرة تم إنزالها في البئر، حيث ظهر جالسا في وضعية منهكة، لكنه على قيد الحياة. هذا المشهد أبكى القلوب وحرك موجة من التعاطف الواسع عبر العالم.

محاولة الإنقاذ

منذ اللحظات الأولى، استنفر الحادث السلطات المحلية والوقاية المدنية، وبدأت عملية إنقاذ معقدة من خلال :
الحفر الأفقي والعمودي: تم جلب آليات حفر ثقيلة لشق طريق مواز للبئر، ثم حفر نفق أفقي للوصول إلى المكان الذي علق فيه الطفل.

فرق الإنقاذ : أكثر من 100 عنصر من الوقاية المدنية والمهندسين وعمال الحفر شاركوا في العملية.
الدعم الطبي: تم توفير طاقم طبي مجهز في عين المكان، مع طائرة مروحية تابعة للدرك الملكي لنقل الطفل ريان فور إخراجه.

التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي

بالتزامن مع عمليات الحفر، تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة تضامن إنساني كبير. وسم (هاشتاغ) #أنقذوا_ريان تصدر قائمة التدوينات الأكثر تداولا في العديد من الدول، حيث عبر الملايين عن دعمهم بالدعاء والتشجيع. انتشرت مقاطع الفيديو والصور من مكان الحادث، وتحولت حينها سقطة ريان في البئر إلى حديث الساعة في العالم.

النهاية الحزينة

بعد خمسة أيام من الحفر المتواصل والانتظار القاتل، وتحديدا مساء يوم السبت 5 فبراير 2022، تم إخراج ريان من البئر. لكن الفرحة لم تكتمل، حيث تم الإعلان عن خبر وفاته، في مشهد خيم عليه الحزن والأسى.

الإعلان الرسمي عن وفاة الطفل ريان.

صدر عن الديوان الملكي المغربي يوم 5 فبراير 2022، الإعلان عن وفاة الطفل ريان، و جاء في البلاغ أن الملك محمد السادس أجرى اتصالا هاتفيا مع والدي ريان، حيث قدّم لهما التعازي والمواساة في هذا المصاب الأليم.
وأكد البلاغ أن جلالة الملك محمد السادس، كان يتابع عن كثب تطورات الحادث منذ بدايته، وأعطى تعليماته لكل السلطات المعنية لبذل الجهود اللازمة في عملية الإنقاذ. كما أعرب جلالته عن تقديره الكبير لفريق الإنقاذ وجميع المتدخلين في هذه العملية.

كان هذا الإعلان تعبيرا عن الحزن العميق والتضامن مع أسرة ريان، وشهد تضامنا وطنيا ودوليا واسعا، حيث صدرت برقيات تعزية من رؤساء دول وشخصيات بارزة حول العالم، إذ تفاعل مع هذه المأساة عدد من الشخصيات العالمية البارزة التي عبرت عن حزنها وتضامنها مع عائلة ريان والمغرب ملكا وشعبا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن أبرزهم كريستيانو رونالدو، نجم كرة القدم البرتغالي، وكيليان مبابي، اللاعب الفرنسي الذي قدم تعازيه في منشور مؤثر بتويتر. كما أبدى الملياردير إيلون ماسك اهتمامه بالقضية، وعبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن تضامنه مع المغرب.

الواقع والمواقع : حين يصبح الحزن عالميا.

حكاية ريان لم تكن مجرد حادث عرضي فقط، بل جسدت كيف يمكن لحادثة محلية أن توحد العالم في شعور إنساني واحد. في عصر مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح ريان في ذلك الحين”ابنا” لكل بيت، ولفتت الحادثة أنظار العالم إلى قيمة التضامن الإنساني.
رحل ريان بجسده، لكنه سيبقى في الذاكرة، أيقونة للبراءة وحكاية لا تُنسى عن أمل لم يكتمل.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا
Captcha verification failed!
فشل نقاط مستخدم captcha. الرجاء التواصل معنا!
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img