الصورة: المخرج يوسف المدخر، الفنان عبدو الشامي، السيناريست رشيد صفـَـر.
ديريكت بريس من البيضاء : محمد أورحو
أنهى المخرج يوسف المدخر مؤخرا تصوير فيلمه السينمائي الطويل “زاز”، الذي دخل مراحله الأخيرة من التوضيب، استعدادا لعرضه في القاعات السينمائية المغربية خلال الأسابيع المقبلة.
وترتكز فكرة الفيلم حول حكاية شخصية عفوية تُدعى “زاز” يعيش حياة بسيطة مع زوجته، لكن تتغير حياته رأسا على عقب، بعد انتشار مقطع فيديو له وهو ينتقد أحد البرلمانيين، ليجد نفسه فجأة في دائرة الأضواء والشهرة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي ويعيش العديد من المواقف الطريفة والأحداث المؤثرة، بعد بروز نزاعات بينه وبين زوجته وأبيه وتعقبه من طرف الشرطة بتهمة خطيرة.
في لقاء مع موقع “ديريكت بريس”، أوضح صناع الفيلم، أنهم يراهنون على فيلم “زاز” لتقديم فرجة استثنائية، اعتمدت على قصة قوية بموضوع يساير العصر وسيناريو محكم وأسلوب إخراجي يوازن بين الضحك الهادف والدراما وعنصر المفاجأة.
وقد أوضح مخرج الفيلم يوسف المدخر أن “زاز” ينتمي إلى نوعية “الدراما الكوميدية” مع لمسات من التشويق البوليسي”.
“اشتغلنا على سيناريو متماسك يجمع بين الضحك والإثارة والبعد الإنساني. و وظفت أسلوب إخراجي بطريقة تساعد في الحفاظ على التوازن في السرد البصري، كي لا يشعر المشاهد بخلل في الإيقاع أو الانتقال بين الأجواء من حدث لآخر”.
يقول يوسف المدخر، الذي أشار أنه اختار ممثلين من أجيال مختلفة، مما أعطى للشخصيات حيوية خاصة وتفاعلا طبيعيا مع تطور الأحداث بعيدا عن التصنع والمبالغة بل بالصدق والاندماج في تفاصيل أبعاد الشخصيات وتطورها مع تطور الأحداث.
كما أفاد المتحدث نفسه أن الفيلم يطرح سؤالا محوريا حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأفراد، خاصة أولئك الذين يصعدون فجأة إلى الشهرة دون استعداد نفسي أو اجتماعي.
وختم كلامه قائلا :
“الفيلم يسلط الضوء على هذا الواقع بأسلوب ساخر لكنه واقعي. لقد حاولنا أن نقدم تجربة غنية بالمفاجآت والتشويق، تُرضي ذوق الجمهور المغربي العاشق للسينما التي ترتكز على القصة القوية والأداء الاحترافي والفيلم يتماشى مع ما يطلبه الجمهور، خصوصا الشباب والعائلات وأيضا المهتمين بالسينما والباحثين عن الفرجة المرتكزة على قوة القصة والمواقف الكوميدية “.
أما بطل الفيلم وصاحب فكرته عبدو الشامي، فقد أكد أن جاذبية المشروع بالنسبة له، كانت في قدرة الفكرة على تحويل ظاهرة يومية، مثل الشهرة على السوشيال ميديا، إلى دراما حقيقية مليئة بالمفارقات.
وقال الشامي :
“شخصية زاز تتميز بروح كوميدية، لكن خلف الضحك هناك دائما سؤال إنساني : ماذا يقع حين تتحول الشهرة إلى عبء !؟ و حين تصبح الابتسامة أمام الكاميرا قناعا يخفي أزمة داخلية !؟”.
وأشار المتحدث نفسه أن السيناريو والحوار تمت كتابتهما بالتعاون مع السيناريست والكوتش رشيد صفـَـر، الذي أضاف لمساته الخاصة وساعد على تطوير البناء الدرامي للأحداث، مضيفا :
“اشتغلنا معا في تجارب سابقة وجمعنا الركح المسرحي وحب أبي الفنون، و رغم انشغالاته في الصحافة والبرامج التلفزيونية، إلا أن حضوره خلال التصوير أعطاني دفعة قوية، وكان سندا فنيا كبيرا إلى جانب المخرج”.
من جهته، أوضح رشيد صفـَـر أن هذه التجربة السينمائية كانت اسثتتائية، خصوصا بفضل أجواء التعاون والتفاهم التي سادت مع المخرج يوسف المدخر و الفنان عبدو الشامي، مؤكدا أن شركة الإنتاج لم تتدخل لتغيير السيناريو من أجل تخفيض الميزانية على حساب الجودة، و استدل على ذلك بكون كل الشخصيات الرئيسية والثانوية والكومبارس، الذين تضمنهم السيناريو على الورق، ظهروا في الفيلم حسب الرؤية الفنية، وتم تصوير المشاهد كاملة دون بثر أو اختزال غير منطقي.
وفي حديثه عن مهمة كتابة سيناريو وحوارات الفيلم .. قال :
“حرصنا في الكتابة على الجمع بين الإثارة والواقع بأسلوب ساخر مع زرع الضحك الهادف والتشويق وعنصر المفاجأة والسببية. لم تكن المهمة سهلة، لأن المزج بين الكوميديا والدراما والتشويق البوليسي، يتطلب هندسة دقيقة وإعادة الكتابة ضمن إعداد مهني يحترم مهنة السيناريست وقوة السيناريو، لضبط الإيقاع العام للنص و صناعة خط درامي متماسك، يجمع بين الاحداث الرئيسية والثانوية في قالب فرجوي بعيدا عن الرتابة والتكرار الممل”.
كما تحدث صفـَـر عن مهمة الكوتش الفني، مشيرا إلى مسألة تركيزه تحت إدارة المخرج على الجوانب النفسية في أداء الممثلين، خاصة بالنسبة لشخصية “زاز”.
“لم يكن الهدف أن نقدم للجمهور “زاز” مضحك فقط، بل أن يُجسد تقلباته الداخلية، بين الهشاشة والقوة، وبين الحزن والفرح، وبين السخرية والواقع. وهذا ما استدعى اشتغالا دقيقا على الحركات، والسكنات، والإيماءة والنظرات ونبرة الصوت ودرجة الانفعالات”.
يقول رشيد صفـَـر مؤكدا أن الفنان عبدو الشامي اندمج بشكل كامل في ثوب وروح شخصية “زاز”، وتفاعل بسلاسة مع أسلوب الإخراج وطاقم التمثيل، بفضل تمكنه من السيناريو، وموهبته الكبيرة، وإيمانه بقصة الفيلم.
وختم رشيد صفـَـر تصريحه قائلا :
“فيلم “زاز” يقدم معالجة واقعية لظاهرة الشهرة الرقمية، التي ترتكز على أرقام نسبة المشاهدة في هذا العصر، في زمن أصبح فيه رأس مال البعض، هو عدد النقرات التي تحصل عليها فيديوهاتهم وتغريداتهم أو تدويناتهم أو صورهم على الويب”.
جدير بالذكر أنه من المرتقب الإعلان عن موعد خروج فيلم “زاز” إلى القاعات السينمائية، خلال ندوة صحفية في الأيام المقبلة. ويُعد “زاز” تجربة سينمائية تجمع بين الضحك والدهشة والتشويق، وتطرح أسئلة عميقة حول الشهرة الافتراضية وتأثيرها على الذات والمجتمع.