بقلم :العلوي زكرياء
في ليلة استثنائية شهدتها عاصمة أولاد حريز، عاش سكان بعض أحياء برشيد حالة من الرعب إثر اختناق مجاري المياه العادمة بمياه الأمطار، مما حول شوارع وأزقة المدينة إلى بحيرات عميقة، وتسبب في شلل شبه تام لحركة السير في عدة نقاط حيوية. فقد كانت مدة الأمطار التي بلغت ثلاثين دقيقة كافية لتعرية البنية التحتية الهشة، حيث تحول الحي الحسني والشارع الرئيسي المؤدي إلى تجزئة الربيع إلى مساحات مائية، ما أدى إلى خسائر مادية جسيمة في المركبات واختلاط مياه الأمطار بالمياه العادمة، مما حول حياة المواطنين – لا سيما القاطنين بالطوابق السفلية – إلى جحيم لا يطاق.
ولم تقتصر الكارثة على شوارع المدينة فحسب، بل امتدت تأثيراتها إلى السكة الحديدية لعاصمة أولاد حريز، حيث عانى نظام تصريف مياه الأمطار من خلل حاد، ما أدى إلى غمر السكك وتأخير مرور القطارات بشكل ملحوظ. وفي ظل هذا الفوضى، لجأت السلطات المحلية إلى أساليب بدائية لمحاولة فتح المجال أمام حركة القطارات، مما أثار استنكار السكان والمهتمين بالشأن العام.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ اضطر أبناء المدينة إلى إخراج عدد من المركبات الغارقة وسط البرك المائية، فيما قام نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بتوثيق حالات عديدة من الفوضى والخراب، في مشهد يبرز غياب شبه كلي للمسؤولين عن التدخل السريع. تظل تساؤلات المواطنين معلقة حول مدى استعداد السلطات لمواجهة هذه الكارثة وتحمل المسؤولية عن ضعف البنية التحتية التي أدت إلى وقوع مثل هذه الحوادث.