spot_img

ذات صلة

كل المقالات

تصعيد إسرائيلي في الجنوب اللبناني.. و”قوة الرضوان” تحت النيران

ديريكت بريس مغرب – قسم الشؤون الدولية دخلت التوترات المتصاعدة...

منتزه بوسكورة… من فضاء للنزهة إلى وكر لسلوكيات مشبوهة؟!

متابعة: قديري سليمان – ديريكت بريس مغرب يشهد منتزه بوسكورة...

في تحدي غير مسبوق للصهاينة وفضيحة للأنظمة المتخاذلة: انتفاضة الضمير الإنساني… ألف سفينة تتأهب لكسر الحصار عن غزة

بقلم: الصحافي حسن الخباز

في أكبر تحرك بحري عالمي من نوعه، أطلقت منظمات المجتمع المدني في ماليزيا مبادرة تاريخية تحت اسم “انتفاضة الضمير الإنساني”، تتزعم من خلالها تحريك ألف سفينة من مختلف أنحاء العالم صوب غزة المحاصرة، في خطوة جريئة تهدف إلى كسر الحصار الظالم المفروض على القطاع منذ سنوات، ومحاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.

المبادرة أعلن عنها في مؤتمر صحافي بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، حيث أكد رئيس مجلس التنسيق الماليزي عزمي عبد الحميد أن هذه الخطوة تأتي كرد عملي على التصعيد العسكري الإسرائيلي والإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان غزة، بعد أن عجزت الأنظمة والحكومات عن وقف هذا النزيف المتواصل.

تضامن عالمي واسع

ما يميز هذه المبادرة أنها تحظى بدعم دولي واسع وغير مسبوق، حيث انضمت إليها منظمات من أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وأعلنت استعدادها الكامل للمشاركة في تنفيذ هذا الأسطول التاريخي الذي قد يشكل نقطة تحول في ملف الحصار الغاشم.

ووفق البيان الموقع من العشرات من الهيئات الماليزية، فإن المنظمين يسعون كذلك لدفع حكومات بلدانهم لتحمل مسؤوليتها القانونية في حماية مواطنيها المشاركين في هذا التحرك العالمي، بهدف تضييق الخناق القانوني والدبلوماسي على الاحتلال الإسرائيلي ومن يقف وراءه.

الرد على القرصنة الصهيونية

المبادرة الجديدة تأتي بعد أيام من اعتراض إسرائيل لسفينة مادلين في المياه الدولية واعتقال عدد من نشطائها في خرق واضح للقوانين الدولية. وقد اعتبر المنظمون أن نجاح سفينة مادلين في إيصال صوت غزة إلى العالم رغم اعتراضها، ساهم في إطلاق شرارة هذا التحرك الأوسع والأكثر تنظيماً مقارنة بأسطول الحرية الشهير مافي مرمرة سنة 2010.

ضغط شعبي واقتصادي متصاعد

بالتوازي مع التحضيرات البحرية، نظم نشطاء ماليزيون وقفة أمام هيئة الاستثمار الماليزية مطالبين بقطع كل العلاقات مع الشركات الداعمة للكيان الصهيوني، وعلى رأسها شركة “كاتربيلر” الأميركية المتهمة بتزويد جيش الاحتلال بمعدات الهدم والتجريف.

كما أسس منظمو القافلة سكرتارية دولية وصندوق دعم مالي ولوجستي يفتح الباب أمام الأفراد والمؤسسات والشركات الحرة من مختلف أنحاء العالم للمساهمة في إنجاح المبادرة، سواء عبر توفير السفن أو المعدات أو الدعم المالي والقانوني والإعلامي.

أسئلة كبرى تضع إسرائيل في الزاوية

رغم أن موعد انطلاق الأسطول لم يُحدد بعد، إلا أن المبادرة باتت تثير قلقاً كبيراً لدى إسرائيل وحلفائها الذين يراقبون باهتمام هذا الزخم العالمي. فهل ستنجح انتفاضة الضمير في كسر الحصار الذي فشلت في رفعه الحكومات والأنظمة؟ وهل ستجرؤ إسرائيل على اعتراض ألف سفينة قادمة من مختلف بقاع العالم؟ وماذا سيكون موقف الأنظمة العربية المتخاذلة التي ستجد نفسها في حرج بالغ أمام شعوبها إذا نجحت هذه المبادرة؟

الشعوب تتحرك حيث فشلت الأنظمة

في مقابل صمت رسمي مخجل لبعض الحكومات العربية التي باتت تمارس وظيفة الحارس الأمين لأمن الاحتلال الإسرائيلي، تثبت الشعوب الحية مرة أخرى أن إرادة الضمير الإنساني الحر قادرة على إرباك الحسابات الجيوسياسية، وتعرية المتواطئين مع الاحتلال، وإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة وجدان الرأي العام الدولي.

إنها معركة أخلاقية بامتياز، قد تشكل بداية نهاية الحصار الغاشم على غزة إن وجدت الإرادة الشعبية الدولية الدعم الكافي في مواجهة غطرسة الاحتلال وتخاذل الأنظمة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا
Captcha verification failed!
فشل نقاط مستخدم captcha. الرجاء التواصل معنا!
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img