متابعة : نبيل الضبار
تُعد منطقة ليساسفة، جنوب مدينة الدار البيضاء، نقطة محورية لربط أحياء العاصمة الاقتصادية بعدد من المدن المجاورة مثل الجديدة، آسفي وجمعة سحيم، حيث تتحول جنبات شارع عبد الله إبراهيم يومياً إلى محطة عشوائية لسيارات الأجرة الكبيرة، في ظل غياب تنظيم محكم وتأهيل حضري يواكب النمو الديمغرافي والاقتصادي للمنطقة.
رغم الأهمية الحيوية لهذه النقطة، يعيش فضاء النقل في ليساسفة حالة من الفوضى اليومية، حيث تتعالى أصوات “الكورتية” لجذب الركاب وسط اكتظاظ مروري، بينما تنتشر الروائح الكريهة قرب الملحقة الإدارية بسبب تكدس بعض المرافق غير المستعملة. كما يلاحظ المواطنون أن بعض المشاريع المنجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومن ضمنها مراحيض عمومية، ما تزال مغلقة ولم يتم تشغيلها بعد، مما يثير استياء الساكنة.
إلى جانب ذلك، يساهم الاحتلال العشوائي للملك العمومي في تفاقم الوضع، حيث يروج الباعة المتجولون شرائح الاتصال والعروض الترويجية وسط الأرصفة، بينما ينتشر “البركينغ” غير المنظم في محيط المنطقة، مما يزيد من حدة الفوضى ويؤثر سلباً على جمالية الفضاء العام.
يقول عبد الرحيم (47 سنة)، أحد سائقي سيارات الأجرة الكبيرة:
“هذا المكان لا يرقى ليكون محطة رئيسية. لا مرافق صحية ولا تنظيم، نحن نشتغل في ظروف صعبة ونطمح إلى محطة مجهزة مثل باقي المدن الكبرى.”
من جانبها، تعبر سعاد، وهي ربة بيت من ساكنة الحي، عن معاناتها اليومية قائلة:
“كل يوم نعيش نفس المشاهد: ازدحام، صراخ الباعة، وروائح كريهة. ما نطلبه فقط هو فضاء نظيف ومنظم يحترم الساكنة.”
أما مبارك، أحد الباعة المتجولين، فيقترح حلاً يراعي وضعيتهم الاجتماعية:
“لسنا ضد القانون، لكننا نحتاج إلى سوق منظم يأوينا ويضمن لنا لقمة العيش بعيداً عن مطاردات السلطات.”
هذا الواقع يطرح مجموعة من التساؤلات التي تنتظر أجوبة وحلولاً عاجلة:
• أليس من حق الساكنة التمتع بفضاء حضري نظيف يحسن من جودة حياتهم؟
• أليس من حق سائقي سيارات الأجرة محطة مجهزة تليق بخدمات النقل العمومي؟
• وأليس من حق الباعة الجائلين فضاءً مهيكلاً يحفظ كرامتهم ويؤطر نشاطهم اقتصادياً؟
في انتظار تدخل السلطات المحلية والجهات المعنية، تبقى منطقة ليساسفة نموذجاً مصغراً للتحديات التي تواجهها العاصمة الاقتصادية في مجال تنظيم النقل الحضري وتدبير الملك العمومي، بين واقع عشوائي وتطلعات لمشهد حضري منظم يعكس صورة مدينة كبرى مثل الدار البيضاء.