✍ المراسل: ح. ن / جماعة مكارطو – ابن أحمد – سطات
تحولت جماعة مكارطو إلى بؤرة بيئية خانقة بسبب الفوضى التي تعرفها المقالع الحجرية المنتشرة في المنطقة، والتي أصبحت تشكل كابوسًا حقيقيًا للساكنة بفعل ما تخلفه من أضرار بيئية وصحية، حيث تشتغل دون احترام دفاتر التحملات وتغطي سماء الجماعة بسحب من الغبار المتطاير، متسببة في تصدع المنازل واختناق السكان، فيما تحولت الطريق الإقليمية الرابطة بين مركز الجماعة والطريق الوطنية رقم 12 إلى حفر ومطبات رغم خضوعها للإصلاحات مؤخرًا بعد تدخل قائد قيادة المعاريف وأولاد أمحمد.
ورغم التحركات الاحتجاجية للساكنة التي نظمت وقفات ومسيرات قادتها جمعيات حقوقية ومدنية، إلا أن السلطات اكتفت بإجراء حوارات دون اتخاذ قرارات حازمة، ليجد السكان أنفسهم أمام صدمة جديدة بعد الإعلان عن إحداث مقلع إضافي. ورغم أن القانون يمنح المواطنين حق تسجيل تعرضاتهم، إلا أن مصادر موثوقة أكدت لجريدة ديريكت بريس أن مجموعة من السماسرة استغلوا حاجة بعض السكان وأقنعوهم بعدم تسجيل تعرضهم مقابل مبالغ مالية بلغت 500 درهم، في سلوك أثار موجة استياء واسعة بين الفعاليات الحقوقية والسياسية التي اعتبرت الأمر تلاعبًا خطيرًا بحقوق المواطنين ومحاولة مكشوفة لخنق أصوات المعارضين لهذا التوسع العشوائي للمقالع.

الغضب يتصاعد في صفوف الساكنة التي ترى أن مصالح لوبيات المقالع باتت فوق صحة المواطنين وحقوقهم، في ظل غياب تدخل حازم من الجهات المسؤولة. فإلى متى يستمر هذا النزيف البيئي؟
لا رغبة لنا في استثمار يفسد البيئة و يأتي على البلاد و العباد . و لا نرى رأيا لمسؤولين أو لجان في أرض لا يقيمون بها .