بقلم: الصحافي حسن الخباز
في وقت يعيش فيه قطاع غزة تحت حصار خانق منذ سنوات، وتحت وابل من القصف والدمار المتواصل منذ أكتوبر 2023، تشق سفينة مادلين طريقها بشجاعة من ميناء كاتانيا الإيطالي نحو شواطئ القطاع المحاصر، حاملة معها الغذاء والدواء، وصوت الضمير الإنساني العالمي.
سُمّيت السفينة على اسم مادلين گلاب، أول فلسطينية احترفت صيد السمك في غزة بعد فقدان والدها، وها هي اليوم تُخلّد باسمها محاولة كسر الحصار، لتكون السفينة رقم 36 ضمن أسطول الحرية، الذي يسعى لكسر الطوق البحري الإسرائيلي على غزة.
تحمل “مادلين” على متنها 12 ناشطاً حقوقياً من مختلف الجنسيات، من أبرزهم ريما حسن، أول نائبة فرنسية من أصل فلسطيني بالبرلمان الأوروبي، والناشطة السويدية البيئية مارلين غريتا ثونبرغ، إلى جانب باسكال موريراس وسيرجيو توريبيو وتياغو أفيلا، منسق أسطول الحرية – فرع البرازيل، والذي قال في تصريح لافت: “نحن هنا لإرساء ممر إنساني ولا نخشى إسرائيل. اعتراض السفينة سيكون جريمة حرب جديدة”.
وسائل إعلام عبرية كشفت عن حالة استنفار للجيش الإسرائيلي وسلاح البحرية تحسباً لاعتراض السفينة، وسط اتهامات بتعمد التشويش على نظام تعقبها.
السفينة التي تسير برمز السلام أصبحت صوتاً مزعجاً لآلة الاحتلال، ورسالة عالمية مفادها أن “غزة ليست وحدها”، في وقت يواصل فيه العالم غض الطرف عن مأساة إنسانية تتفاقم يوماً بعد يوم.
هل تنجح مادلين في كسر الحصار ولو رمزياً؟ وهل يكون تصدي الاحتلال لها بداية فضح جديد لممارساته؟ الأيام القادمة ستكشف الكثير.