spot_img

ذات صلة

كل المقالات

إبن أحمد على صفيح ساخن… الشرطة تقترب من فك لغز “فاجعة المرحاض”

✍️ المراسل: حجاج نعيم – إبن أحمد، إقليم سطات في...

الحسيمة تحتفي بالتربية الدامجة عبر دورة تكوينية لتعزيز مبدأ “التعلم للجميع”

مراسلة: هشام مساعد في إطار الحملة الجهوية التواصلية للتربية الدامجة،...

ملكة جمال اسكتلندا تعضُّ حارسي أمن.

الواقع والمواقع “… سلسلة مقالات ننشرها حصريا في جريدة “ديريكت بريس” للتسلية والترفيه وأيضا للتوعية والتثقيف، حيث نرصد من خلالها تفاصيل حدث خلق ضجة إعلامية كبيرة، انطلاقا من مواقع التواصل الاجتماعي، لنتتبع خيوط تأثيره على ردود أفعال المواطنين وصناع القرار في العديد من دول العالم.

بقلم : رشيد صفـَـر

الحلقة 13 : ملكة جمال اسكتلندا تعضُّ حارسي أمن.

في زمن أصبحت فيه الشهرة أقرب إلى عملة صعبة تُنفق على موائد الحوادث والفضائح، تفجرت حادثة ملكة جمال اسكتلندا لعام 2022، لوسي طومسون، التي انقلب تاجها إلى شوك بعد إدانتها في حادثة لا تمت للجمال بصلة خلال مشاركتها في احتفال لمقابلة في رياضة “الرغبي” بعد 11 شهرا من حصولها على لقب “ملكة جمال”.

بداية القصة

لم تكن لوسي طومسون، الشابة الإسكتلندية البالغة من العمر 26 عاما، تعلم أن رحلتها من عالم الأضواء إلى ظلال الفضيحة ستكون بهذه السرعة. في يونيو 2023، خلال حفل مباراة للرغبي في “إدنبرة سيتي” بإسكتلندا، تحولت أجواء الترفيه إلى مسرح درامي، حين وجدت طومسون نفسها في مواجهة مع اثنين من حراس الأمن، أندرو أوكباجي وزميل آخر له، في حادثة أقل ما يقال عنها إنها صادمة، و وفقا لما تم تداوله حول سبب الواقعة، فقد تلقى فريق الأمن خلال بطولة “إدنبرة سيتي”، بلاغا بشأن لوسي طومسون وشقيقتها، بسبب سلوك غير لائق بدر من طومسون تحت تأثير الكحول، وبعد تدخل حارسي الأمن لمحاولة إخراج الشقيقتين من فضاءات الحفل، قاومت طومسون بشدة، مما أدى إلى تصاعد الموقف وبعد قيامها بالاعتداء على الحارسين سقطت من برج النجومية إلى الحضيض.

عضّ وغضب وعنصرية

لم تكن المسألة مجرد خلاف بسيط يمكن طيه بسرعة، إذ وفقا لتصريحات شهود عيان ومقطع فيديو انتشر على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تعقدت الأمور بسرعة، حيث قامت طومسون بعضّ الحارسين بشكل عدواني، كما كالت لهما عبارات من السب والقذف مستعملة ألفاظا عنصرية لا تليق بملكة جمال، مما أضفى على الحادثة بعدا أخلاقيا أكثر تعقيدا.
وسط هذا الفوضى، رددت طومسون عبارات مثل “هل تعرف من أنا؟”، في إشارة واضحة إلى وضعها الاعتباري، المستند على لقبها كملكة جمال، لكن تحولت مكانتها الرمزية الراقية، إلى سلوك أرعن غير مقبول، بسبب “تضخم الأنا” وتأثير الكحول.

عدالة المنصات الرقمية

لم يعد بالإمكان إخفاء الحوادث في عصر التوثيق اللحظي، فالفيديو الذي وثق هذه اللحظات الكارثية، انتشر كالنار في الهشيم على منصات التواصل الاجتماعي، وفي غضون ساعات، حصد مئات الآلاف من المشاهدات وتصدر عناوين الأخبار المحلية والدولية، وقد ظهرت شقيقة طومسون في الفيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي وهي تحاول تهدئتها، لكن دون جدوى، مما ضاعف من حدة المشهد وألبسه ثوب الفضيحة المدوية..

الضغط الجماهيري والإعلامي

وجدت لجنة مسابقة تتويج ملكة الجمال نفسها في موقف لا تُحسد عليه، وتحت وطأة ضغط الجماهير عبر السوشيال ميديا والتغطية الإعلامية الواسعة للحادثة، لم يكن أمام اللجنة سوى الاجتماع بشكل عاجل لمناقشة تداعيات الحادثة، وبعد مداولات قصيرة، صدر بيان رسمي يعلن سحب لقب ملكة جمال اسكتلندا من لوسي طومسون كما فرض عليها أداء غرامة.
أكدت اللجنة في بيان عاجل، أن لقب ملكة الجمال ليس مجرد تاج يوضع على الرأس، بل هو تمثيل لقيم الجمال و الأخلاق والاحترام، وأوضحت اللجنة أن سلوك طومسون يتنافى بشكل صارخ مع هذه القيم، مما يجعل التهاون معه أمرا غير مقبول _ حسب ديباجة البيان _.
يبقى السؤال : هل يمكن للاسم واللقب أن يمنحا حصانة فوق القانون والأخلاق؟ ..
في لحظة غضب، اعتقدت طومسون أن الإجابة هي نعم، لكن الواقع أظهر لها شيئا آخر، في زمن أصبحت فيه الكاميرات الرقمية بمثابة قاضي ومحامي وجَلاد في آن واحد، لم تعد هناك فرصة للاختباء وراء الألقاب.

حين تحترق التيجان في ساحات الفضيحة

ما يثير السخرية هو أن طومسون، في لحظة غضبها، صرخت: “هل تعرف من أنا؟” وكأن المعرفة بالاسم تُضفي حصانة تلقائية، لكن أثبتت الحادثة أن الهوية الحقيقية تكشفها المواقف لا الألقاب، وبعد تلك اللحظات المؤسفة تأكدت طومسون ملكة جمال اسكتلندا، أن الأضواء التي تتوهج في حفلات التتويج، هي ذاتها التي أحرقت إسمها في ساحة الفضيحة.

الجمال الحقيقي لا يُقاس بالتاج الذي يمكن أن يسقط في لحظة، بل بالأخلاق التي تبقى حين تسقط كل التيجان، في عالم يراقب فيه الجميع الجميع، ويُحاسَب الخطأ قبل أن يُكتشف، يجب أن ندرك أن ما يخلد في الأذهان ليس لمعان التاج، بل وهج القيم.

قوة المنصات كسلطة خامسة

في النهاية، أثبتت هذه الحادثة أن مواقع التواصل الاجتماعي ليست مجرد منصات للتفاعل والتسلية، بل تحولت إلى سلطة خامسة تُحاسب وتُدين في الوقت الراهن. فقدرة هذه المنصات على فضح السلوكيات غير الأخلاقية وفرض ضغط مجتمعي هائل، جعلتها قوة لا يُستهان بها.
في عصر الرقمنة، لا شيء يبقى في الخفاء، والجمال الحقيقي يكمن في كيفية التعامل مع الأضواء حين تسلط على زوايا الظلام.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا
Captcha verification failed!
فشل نقاط مستخدم captcha. الرجاء التواصل معنا!
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img