تعود الممثلة “منى فتو” إلى الشاشة في مسلسل رحمة على MBC5، بدور امرأة مغربية تحمل وجعها بصمت، تبتلع مرارة الأيام دون أن ترفع صوتها، لكن صمتها ينطق .. وملامح الشخصية البصرية والحسية تحكي كل شيء بسلاسة.
في مسلسل رحمة، نرى “منى فتو” في جلباب “رحمة”، تلك الأم التي تصارع تقلبات وصعوبات الحياة، بعد طلاقها من زوج تخلى عن دوره، تجد نفسها وحيدة مع أطفالها، أحدهم من ذوي الاحتياجات الخاصة. لا وقت للانهيار، لا مجال للضعف.
العمل..
التربية..
مواجهة مجتمع لا يرحم..
هذا ليس مشهدا دراميا فقط .. بل هي علامات أيضا على التعريف بقصص تتكرر كل يوم في بيوت كثيرة، إذن فهو مشهد درامي يلامس الحقيقة بأسلوب فني …
منى فتو لا تصرخ، لكنها تتقمص الشخصية بصدق وهدوء.
منى فتو لا تمثل، بل تعيش الشخصية بكل تفاصيلها داخل أحداث المسلسل.
نظرة واحدة منها تكفي ليشعر المشاهد بكل الأثقال التي تحملها الشخصية. لم تتوسل الحوار الطويل لتروي معاناة “رحمة”، بل اعتمدت على أداء بسيط وعميق ودون مبالغة أو افتعال وانفعال خارج عن السياق الدرامي.
في زمن أصبحت فيه بعض الممثلات يعتقدن أن الصراخ هو معيار الأداء القوي، جاءت فتو لتعيد التوازن، لتؤكد أن المشاعر الحقيقية لا تحتاج إلى مؤثرات صوتية..
الصراخ سلاح الممثل الضعيف.
المسلسل ليس مجرد قصة امرأة تكافح، بل هو انعكاس لواقع كثير من النساء المغربيات، وقد جاءت حلقاته الأولى بأسلوب يبتعد عن المبالغات، ويراهن على الصدق.
وسط زحمة الإنتاجات الرمضانية، يبدو مسلسل “رحمة” كاستراحة هادئة من الضجيج، دراما تعيد للتمثيل معناه الأول وهو أن يكون مرآة للحياة.
لقد أكدت “منى فتو” مرة أخرى أنها ليست مجرد ممثلة، بل اسم يضيف قيمة لأي عمل تشارك فيه. صوتها الهادئ، نظراتها، وقوة حضورها، كل ذلك يجعل من هذا الدور واحدا من أبرز محطاتها الفنية.
المسلسل يُعرض على MBC5 خلال رمضان، وهو بلا شك، واحد من الأعمال التي تستحق المشاهدة.
رشيد صفـَـر