بقلم: حسن الخباز
انتشرت مؤخراً أخبار تشير إلى أن المغرب قد يصبح أغنى من السعودية بفضل اكتشافات بترولية هائلة. أثارت هذه الأخبار اهتماماً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي وأثارت العديد من التساؤلات. فما مدى صحة هذا الادعاء؟
صحيح أن المغرب شهد اكتشافات بترولية جديدة، أبرزها السماح لشركة قطرية بالتنقيب عن النفط قرب جزر الكناري، في سواحل مدينة طرفاية. هذه الخطوة أثارت قلق السلطات في الجزر الإسبانية. وعلى الرغم من إعلانات سابقة عن اكتشافات نفطية، إلا أن عمليات التنقيب واجهت تعقيدات جيولوجية حالت دون استخراج النفط بكميات تجارية.
في عام 2022، تم الإعلان عن اكتشاف نفطي ضخم قبالة أكادير، مع تقديرات أولية تشير إلى وجود 1.6 مليار برميل من النفط. لكن تلك التقديرات لم تكن دقيقة ولم تستند إلى عمليات حفر فعلية، مما يجعلها مجرد توقعات أولية غير مؤكدة.
الخبير نافارو حذر من التسرع في الإعلان عن الاكتشافات النفطية قبل إجراء الدراسات اللازمة، مؤكداً أن الحفر الاستكشافي هو المعيار الوحيد لتأكيد وجود النفط. وفي حين أن عمليات حفر البئر “Cinnamon-1” أظهرت تحديات كبيرة، إلا أنها لم تعثر على كميات تجارية من النفط.
صحيفة “Okdiario” الإسبانية نشرت تقارير تفيد بأن المغرب قد يصبح قوة نفطية بفضل حقل نفطي باحتياطات تقريبية تبلغ مليار طن، مما قد يدر أرباحاً هائلة تقدر بـ586.4 مليار دولار أمريكي. ومع ذلك، حذرت الصحيفة من التسرع في التفاؤل.
وفقاً للمكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن، تم رفع وتيرة عمليات التنقيب في العقد الأخير، مع اكتشافات في العرائش وتندرارة وغيرها. ولكن، تبين أن الكميات المكتشفة أقل من المتوقع، وغالبية الحقول البترولية تقع على اليابسة بكميات منخفضة جداً مقارنة بمساحتها الشاسعة.
في النهاية، رغم التفاؤل بشأن الاكتشافات النفطية في المغرب، لا يزال من المبكر الحديث عن منافسة السعودية أو تحول المغرب إلى قوة نفطية عالمية. التحديات التقنية والجغرافية ما زالت قائمة، وما زال الأمر يحتاج إلى مزيد من الدراسات والجهود لتحقيق طموحات المملكة في هذا المجال.