spot_img

ذات صلة

كل المقالات

عامل إقليم برشيد يوقف رئيس الجماعة وسبعة أعضاء ويحيلهم على المحكمة الإدارية للعزل .

العلوي زكرياء. في تطور غير مسبوق بالمشهد السياسي بالإقليم ،...

من رجل ناجح إلى التشرد.. قصة بدر التي هزّت مشاعر المغاربة

ديريكت بريس تفاعل الرأي العام الوطني خلال الأيام الأخيرة...

المغرب يسجل عجزاً بـ50,5 مليار درهم

أفادت الخزينة العامة للمملكة بأن وضعية تحملات وموارد...

مشاكل تقنية تربك بيع “تذاكر الكان”

شهدت انطلاقة عملية بيع تذاكر نهائيات كأس إفريقيا للأمم،...

الجزائر فوق صفيح ساخن… تصفية الجنرالات واعتقالات بالجملة لضمان بقاء تبون في الحكم

بقلم: الصحافي حسن الخباز

في مشهد يختزل حالة الاحتقان داخل أروقة النظام الجزائري، تتوالى الاعتقالات والإقالات في صفوف كبار قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، وسط حديث متصاعد عن “حرب تصفيات” تهدف لضمان استمرار عبد المجيد تبون في سدة الحكم، مهما كلف الأمر.

آخر حلقات هذه السلسلة كانت باعتقال الجنرال عبد القادر حداد المعروف بلقب “الجن”، الرئيس السابق لجهاز المخابرات المدنية، الذي تم الزج به في السجن أسابيع قليلة بعد إقالته من منصبه يوم 22 ماي 2025.
الجنرال “الجن”، الذي يعد من أبرز الوجوه الأمنية خلال العشرية السوداء، يلاحقه القضاء بتهم ثقيلة تشمل التورط في جرائم تعذيب وتصفية خارج القانون، إلى جانب قضايا خطيرة مثل إخفاء أسلحة حربية وإتلاف وثائق عسكرية حساسة، بل وحتى التخابر مع جهات أجنبية وتسريب معلومات تمس الأمن القومي للجزائر.

ويرى مراقبون أن هذه التهم، التي قد تصل عقوبتها إلى أكثر من عشرين سنة سجنا، تكشف عن صراع أجنحة داخل السلطة العسكرية والأمنية، خصوصاً بعد أن أصبحت لعبة الولاءات للنظام تشكل خطراً على أصحابها أكثر من كونها مصدر حماية.

اعتقال “الجن” ليس سوى جزء من سلسلة طويلة من الإطاحات، طالت خلال الأشهر الماضية عددا من الجنرالات البارزين مثل وسيني وبوب وكانّيش وغيرهم… بينما تُطرح أسماء جديدة يُرتقب أن تطالها حملات التطهير، كعبد القادر آيت واعربي وفتحي موساوي ومحرز جريبي.

وإذا كان التاريخ يسجل أن عبد المجيد تبون استقدم “الجن” من إسبانيا سنة 2001 ليقود جهاز أمني يوصف بـ”آلة الموت”، فإن اللافت هو سقوطه المفاجئ رغم إخلاصه للنظام وخدمته العمياء لمصالح الحاكمين، حتى باتت أساليبه الوحشية في التصفية الميدانية تضاهي ما عُرف به الجنرال شنقريحة.

الجزائر تعيش اليوم حالة من الفوضى الأمنية والسياسية لم تعد خافية على أحد، وأجهزتها الاستخباراتية ـ كما وصفتها تقارير دولية ـ أضحت ضمن الأضعف عالمياً بسبب الصراعات الداخلية وحرب التصفية المتبادلة.

منذ 2020، عرفت الجزائر موجات متتالية من إقالة أتباع الراحل قايد صالح، لتعويضهم برجال الجنرال توفيق، قبل أن تطالهم بدورهم حملات التطهير، ثم جاء الدور على المقربين من شنقريحة، فيما يتساءل كثيرون: من سيكون التالي؟

النزيف مستمر… ولا أحد يعرف إلى متى، بينما يقف الشعب الجزائري يتفرج على مشهد سياسي قاتم، تحكمه قيادات مسنة لا تجيد سوى تصفية الحسابات، وهمّها الوحيد هو البقاء في السلطة ولو على أنقاض الوطن.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا
Captcha verification failed!
فشل نقاط مستخدم captcha. الرجاء التواصل معنا!
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img