✍️ بقلم: الصحافي حسن الخباز
في خطوة غير محسوبة، خرج الناطق الرسمي باسم حكومة أخنوش مدافعًا عن المخطط الأخضر، الذي تحوّل في نظر المغاربة إلى “المخطط الأسود”، محذرًا من استغلاله سياسيًا وانتخابيًا. لكن الحقيقة التي يحاول الحزب الحاكم إخفاءها أصبحت واضحة، إذ بات الجميع، صغيرًا وكبيرًا، يدرك أن هذا المخطط لم يجلب سوى الكوارث للقطاع الفلاحي، رغم أنه كلّف خزينة الدولة 17 مليار درهم!
كيف لحكومة تدعي النجاح أن تدافع عن مخطط أوصلنا إلى هذه الأزمة؟ فبعدما كنا نصدر المنتجات الفلاحية، أصبحنا اليوم نستورد حتى الأساسيات كالفواكه والخضر واللحوم! لكن النقطة التي أفاضت الكأس هي قرار إلغاء عيد الأضحى، والذي كشف أن القطيع الوطني في وضعية كارثية، ما دفع المغاربة إلى تحميل أخنوش المسؤولية مباشرةً، والمطالبة بمحاكمته ومحاسبته على سنوات من الفشل.
لماذا هذا الارتباك داخل الحكومة إن كان المخطط حقق أهدافه كما يدّعون؟ إذا كان ناجحًا بالفعل، فلماذا يستنفر أخنوش وحزبه للدفاع عنه؟ الحقيقة أن المغاربة يدركون جيدًا أن هذا المخطط لم يكن سوى سرابًا، وأن سياسات الحكومة الحالية لم تُسهم سوى في تأزيم الأوضاع ورفع الأسعار وزيادة الفقر.
لكن وسط هذا الفشل الحكومي، جاء التدخل الملكي في وقته المناسب، حيث قرر الملك إلغاء شعيرة الأضحية مراعاةً للظروف الاقتصادية الصعبة وتوالي سنوات الجفاف، ولتفادي انهيار القطيع الوطني بشكل نهائي. هذا القرار فضح تقاعس الحكومة، التي كان عليها التدخل منذ سنوات لحماية الثروة الحيوانية، لكنه في نفس الوقت أنقذ المغاربة من أزمة خطيرة كانت ستدفعهم إلى استيراد الأضاحي بأسعار خيالية.
اليوم، وبعد أن كشف التدخل الملكي حجم الخلل، هل سيظل أخنوش وحزبه يتحدثون عن إنجازات وهمية؟ أم أنهم سيدركون أن المغاربة لم يعودوا يقبلون التلاعب بمستقبلهم وأمنهم الغذائي؟