بقلم: ايوب الهوري
شهدت موريتانيا تغييرات جذرية في القيادة العسكرية والأمنية فور عودة الرئيس محمد ولد الغزواني من زيارته للمغرب، حيث أعلن عن إقالات وتعيينات هامة شملت قادة الجيش والأمن والمخابرات، أبرزها تعيين محمد فال ولد الرايس قائداً لأركان الجيوش خلفاً للفريق مختار بله شعبان. تأتي هذه التغييرات بعد بلوغ بعض القادة سن التقاعد، لكنها مرتبطة أيضاً بحادثة توغل كتيبة من الجيش الجزائري داخل الأراضي الموريتانية لمسافة 90 كيلومتراً، ما كشف ضعف المنظومة الأمنية والعسكرية وعدم قدرتها على التصدي للاختراقات.
الزيارة الأخيرة للرئيس ولد الغزواني إلى المغرب والتنسيق مع الملك محمد السادس أثارت استياء القيادة الجزائرية، التي تعتبر هذا التقارب تهديداً مباشراً لمصالحها، فجاء التوغل العسكري كرسالة تحذيرية. القرار الموريتاني بالتغيير يعكس وعياً بخطورة الوضع، خاصة مع وجود خلايا مرتبطة بالنظام الجزائري داخل الجيش والاستخبارات، فضلاً عن نشاط ميليشيات البوليساريو شمال البلاد.
التغييرات تمثل خطوة حاسمة نحو تعزيز استقلالية القرار الأمني والعسكري، وتجديد الدماء في المؤسسات الحساسة. قرار الرئيس ولد الغزواني يعكس حنكته السياسية والعسكرية، ويؤكد رغبته في تقوية الجيش، خاصة الفيالق المرابطة على الحدود مع الجزائر ومالي. التوغل الجزائري لم يكن مجرد حادثة عابرة، بل إنذار واضح لضرورة إعادة هيكلة المنظومة الدفاعية. القرار جاء في الوقت المناسب ليعزز سيادة موريتانيا ويقطع الطريق أمام أي محاولات انقلابية قد تكون مدعومة من أطراف خارجية.