إعداد: نبيل أخلال
شهد دوار “مراحة” التابع لجماعة سيدي بوتميم بإقليم الحسيمة، زوال الإثنين 2 يونيو 2025، حادثًا مأساويًا تمثل في العثور على شاب في مقتبل العمر جثة هامدة، في ظروف وصفت بـ”الغامضة”، بعدما وُجد معلّقًا إلى جذع شجرة وسط حالة من الذهول والحزن الشديد بين أفراد عائلته وساكنة المنطقة.
وبحسب معطيات محلية، فإن الشاب البالغ من العمر 34 سنة، كان يعيش أوضاعًا شخصية صعبة، وقد خلف هذا المشهد الأليم صدمة كبيرة لدى سكان الدوار الذين لم يستوعبوا ما وقع، معتبرين أن الفقيد لم يكن يظهر عليه ما يثير القلق في سلوكه أو صحته.
وفور إشعارها، انتقلت عناصر الدرك الملكي بتارجيست إلى مكان الحادث، وفتحت تحقيقًا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد الظروف والخلفيات المحيطة بالواقعة.
كما تم نقل جثمان الشاب إلى مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الإقليمي محمد السادس بالحسيمة، قصد إخضاعه للتشريح الطبي، وفقًا للإجراءات القانونية الجاري بها العمل.
هذا الحدث المؤلم أعاد إلى الواجهة الحاجة الملحة إلى تعزيز خدمات الدعم النفسي والتوجيه الاجتماعي، خاصة في المناطق القروية التي تفتقر إلى بنيات الاستماع والمواكبة، مما يُضعف قدرة الأفراد على مواجهة الأزمات والضغوط الحياتية.
وقد دعا عدد من النشطاء المحليين إلى تكثيف برامج الوقاية والوعي بالصحة النفسية، وإدماجها بشكل فعلي في السياسات العمومية، إلى جانب تحفيز جمعيات المجتمع المدني على لعب دور فاعل في الإنصات والمواكبة، من أجل التصدي لمثل هذه المآسي قبل وقوعها.
ويبقى هذا الحادث، رغم طابعه الفردي، رسالة قوية تدعو إلى وقفة جماعية للإنصات والتضامن، والاهتمام أكثر بجانب الرعاية النفسية والإنسانية في مسار التنمية المجالية والاجتماعية.

