spot_img

ذات صلة

كل المقالات

الصهاينة العرب.. جنود يحمون إسرائيل أكثر من جنودها وأسلحتهم موجهة لشعوبهم

بقلم: حسن الخباز

في مشهد صارخ يجسد حجم الانحدار السياسي الذي بلغته بعض الأنظمة العربية، صدم العاهل الأردني العالم بعد تصديه القوي للصواريخ الموجهة نحو إسرائيل وفتحه مجاله الجوي بالكامل للطيران الإسرائيلي كي يضرب إيران بحرية تامة، متجاهلاً كل الاعتبارات السيادية والأخلاقية، وكأن أرض الأردن جزء من إسرائيل كما يعتقد الملك عبد الله الثاني نفسه.

إنه لمن العجيب فعلاً أن نشاهد حكاماً عرباً انسلخوا من كل قيم العروبة والإسلام، وتحولوا إلى حراس أوفياء للكيان الصهيوني، بينما يمعنون القمع والبطش في شعوبهم. فجيش مصر، على سبيل المثال، لم يتردد في اعتراض قافلة تضامن كانت تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة، وقام باعتقال النشطاء وتحريض البلطجية للاعتداء عليهم بوحشية. كما قامت سفارة مصر في المغرب بإيقاف منح التأشيرات للمغاربة تزامناً مع موجة التضامن مع غزة، تاركة النشطاء والمعتصمين أمام السفارة يواجهون شتى أنواع التضييق والمعاناة.

لقد صدق إيدي كوهين، الباحث الإسرائيلي المثير للجدل، حين صرح قائلاً: “السيسي صهيوني أكثر مني”، بينما لم يتردد السيسي نفسه في التصريح: “لن نسمح أن تكون أرضنا مصدر تهديد لجيراننا”، في إشارة واضحة إلى الكيان الإسرائيلي، وكأن غزة العزلاء باتت تهدد أمن إسرائيل النووي المدجج بأحدث الأسلحة.

وفي الوقت الذي ينعم فيه الصهاينة بشواطئ سيناء، طُرد سكانها الأصليون من أرضهم تحت ذريعة الإرهاب، وتم قتل الآلاف منهم واعتقال الآلاف الآخرين في مشاهد مأساوية تجسد حجم الخيانة والعمالة التي بلغتها الأنظمة المتحالفة مع الاحتلال.

وكما عبّر كوهين في تصريح آخر: “حدودنا حيث تتوقف المسيرة التضامنية، وقد توقفت بمصر ولم تتجاوزها”، في إشارة إلى أن مصر في عهد العسكر تحولت إلى جندي صهيوني بامتياز يخدم مصالح إسرائيل أكثر من جيشها النظامي.

لم تكن هذه هي مصر التي عرفها العالم في عهد الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي الذي قالها بملء فمه: “لن نترك غزة وحدها”، حيث فتح المعابر وساهم في دعم القضية الفلسطينية بكل ما يملك، قبل أن يسقط ضحية انقلاب دموي أعاد عقارب الساعة إلى الوراء.

لقد انفضح أمر الكثير من الحكام العرب الذين تحولوا إلى أدوات طيّعة في يد المشروع الصهيوني، يعملون على قمع شعوبهم حماية للكيان الإسرائيلي، تماماً كما وصف المفكر الشهيد سيد قطب حين قال إن “الأسلحة العربية موجهة لحماية إسرائيل من الشعوب العربية”، وهي اليوم حقيقة صارخة ومريرة تدمي القلوب.

ويبقى السؤال الكبير: إلى متى ستظل قوافل التضامن مع غزة رهينة ببوابات مصر المغلقة؟ لماذا يصر هؤلاء الحكام على تجويع غزة وخنقها لصالح الاحتلال؟ وما الذي يجنونه من استمرار هذا الحصار الخانق؟

أسئلة مؤلمة تبحث عن أجوبة شافية، في وقت أثبتت فيه الشعوب العربية، خاصة منذ انطلاق الربيع العربي، أنها لم تعد خاضعة خانعة كما في السابق، وأن ساعة الحساب قد تدق في أي لحظة. فالوعي الجماهيري آخذ في التصاعد، والإرادة الشعبية تنضج كل يوم، ولن يطول الحصار كثيراً أمام هذا المد الثوري الجديد الذي أصبح يضع كسر القيود في صلب أولوياته.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا
Captcha verification failed!
فشل نقاط مستخدم captcha. الرجاء التواصل معنا!
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img