spot_img

ذات صلة

كل المقالات

عامل إقليم برشيد يوقف رئيس الجماعة وسبعة أعضاء ويحيلهم على المحكمة الإدارية للعزل .

العلوي زكرياء. في تطور غير مسبوق بالمشهد السياسي بالإقليم ،...

من رجل ناجح إلى التشرد.. قصة بدر التي هزّت مشاعر المغاربة

ديريكت بريس تفاعل الرأي العام الوطني خلال الأيام الأخيرة...

المغرب يسجل عجزاً بـ50,5 مليار درهم

أفادت الخزينة العامة للمملكة بأن وضعية تحملات وموارد...

مشاكل تقنية تربك بيع “تذاكر الكان”

شهدت انطلاقة عملية بيع تذاكر نهائيات كأس إفريقيا للأمم،...

الكاميرون… بول بيا يعود من الظل ويعلن ترشحه لولاية ثامنة وسط جدل داخلي ودولي

بقلم: حسن الخباز

في الوقت الذي اعتقد فيه كثيرون أن صفحة الرئيس الكاميروني بول بيا قد طويت، خاصة بعد غيابه عن الأنظار لأسابيع وانتشار شائعات حول وفاته، عاد الرجل الذي يوصف بأنه أحد أقدم القادة الأفارقة إلى واجهة الأحداث، وهذه المرة بإعلان مفاجئ يعتزم من خلاله الترشح لولاية رئاسية ثامنة.

بول بيا، البالغ من العمر اثنين وتسعين عامًا، والذي يحكم الكاميرون منذ ما يقارب 43 سنة، يبدو أنه لا يعتزم مغادرة المشهد السياسي قريبًا. فالرئيس الذي يتربع على كرسي الحكم منذ 1982 أعلن عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، أنه قرر الترشح لولاية جديدة “استجابة لنداءات ملحة” – حسب تعبيره – من مواطنين من داخل البلاد وخارجها.

المتابعون للشأن الإفريقي اعتبروا هذا الإعلان صادمًا، خاصة في ظل الانتقادات الواسعة التي تواجهها إدارة بيا منذ عقود، على خلفية اتهامات بالفساد، وسوء التدبير، والاختلاس، وعجز النظام عن التعامل مع التحديات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها البلاد.

وخلال فترات حكمه الطويلة، تعرض بول بيا لانتقادات دولية وداخلية، بسبب ما يصفه معارضوه بأسلوب “القبضة الحديدية”، وسياسة الإقصاء، وتضييق الحريات. ومع ذلك، لم يمنع ذلك الحزب الحاكم وحلفاء الرئيس من الدعوة العلنية منذ السنة الماضية لترشيحه مجددًا، مؤكدين تمسكهم به كزعيم للحزب وخياره الوحيد في الانتخابات المقبلة.

اللافت أن إعلان ترشحه جاء بعد تزايد الدعوات المطالبة برحيله، خاصة من فئة الشباب الكاميروني، التي تطمح إلى قيادة جديدة قادرة على إخراج البلاد من أزمتها. كما جاء هذا الإعلان في وقت حساس، بعد توتر علاقاته مع بعض القوى السياسية في شمال البلاد، والتي لعبت أدوارًا حاسمة في دعمه بالانتخابات السابقة.

ورغم قرار بول بيا بالترشح، بادرت شخصيات معارضة بارزة، على غرار موريس كامتو، الذي حل ثانيًا في انتخابات 2018، إلى إعلان نيتهم خوض غمار الاستحقاقات المقبلة، إلى جانب وجوه سياسية أخرى كجوشوا أوسيه وأكيري مونا وكابرال ليبي.

وفي ظل هذا المشهد السياسي المعقد، يطرح الشارع الكاميروني والدولي أسئلة مشروعة حول مستقبل البلاد، ومدى قدرة النظام على الاستمرار في ظل التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها القارة السمراء. هل سيفتح قرار الترشح باب الاحتقان الشعبي مجددًا؟ أم أن المشهد سيبقى على حاله في انتظار متغيرات قد تفرضها الصناديق أو الشارع؟

يبقى الأكيد أن الكاميرون مقبلة على مرحلة دقيقة، تستدعي من الجميع، داخل البلاد وخارجها، التفاعل معها بكثير من الحذر والمسؤولية .

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا
Captcha verification failed!
فشل نقاط مستخدم captcha. الرجاء التواصل معنا!
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img