spot_img

ذات صلة

كل المقالات

المغرب يعزز شراكته العسكرية مع فرنسا.. والجزائر تدخل في نوبة هلع جديدة

بقلم: الصحافي حسن الخباز

يبدو أن الجزائر تعيش حلقة جديدة من مسلسل الهستيريا الدبلوماسية، وهذه المرة بسبب مناورات عسكرية مغربية-فرنسية مرتقبة. فبعد سلسلة من الحملات الإعلامية الفاشلة التي وصلت إلى حد الترويج لإشاعات حول صحة الملك محمد السادس، تحاول اليوم جنرالات الجزائر عرقلة هذا التعاون العسكري، في خطوة تعكس حالة التوجس المستمر الذي يعيشه النظام الجزائري تجاه تنامي قوة المغرب العسكرية والدبلوماسية.

لماذا تخشى الجزائر من مناورات “شرقي 2025″؟

وفقًا لما نشرته جريدة “الدفاع العربي”، فإن الجزائر قدمت احتجاجًا رسميًا إلى فرنسا عبر وزارة خارجيتها، مطالبة بتوضيحات حول المناورات العسكرية المشتركة بين المغرب وفرنسا، والتي من المقرر أن تحتضنها مدينة الرشيدية في شهر شتنبر المقبل، بالقرب من الحدود الجزائرية.

وقد استدعى وناس مقرمان، الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية، السفير الفرنسي بالجزائر، في لقاء وصف بأنه “متوتر”، معبرًا عن رفض بلاده لهذه المناورات. واعتبر المسؤول الجزائري أن هذه التدريبات العسكرية تمثل “تصعيدًا غير مبرر” و”تهديدًا مباشرًا لأمن الجزائر”، وهو ما يكشف بوضوح مدى القلق الجزائري من التعاون العسكري المغربي المتزايد مع القوى الكبرى.

مناورات عادية أم رسالة مشفرة؟

المغرب وفرنسا تجمعهما شراكة عسكرية استراتيجية، وسبق أن أجريا مناورات مماثلة في الرشيدية سنة 2022، بمشاركة وحدات من مشاة البحرية الفرنسية ومدرعات وطائرات مروحية. لكن الجديد هذه المرة هو التوقيت الحساس، حيث تأتي المناورات في سياق تعزيز المغرب لقدراته العسكرية عبر صفقات تسلح متقدمة وتحديث استراتيجي لقواته.

وتسعى هذه المناورات إلى:
رفع جاهزية القوات المسلحة المغربية وتعزيز تكاملها العملياتي مع القوات الفرنسية.
تحسين التنسيق في سيناريوهات الدفاع الجوي والمناورات البرية.
تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الرباط وباريس، خاصة بعد التوتر الذي طبع العلاقات الثنائية في السنوات الأخيرة.

الجزائر تعيش عزلة دبلوماسية خانقة

التحركات الجزائرية تعكس عزلة دبلوماسية متزايدة، خاصة بعدما فشلت في استمالة فرنسا إلى جانبها ضد المغرب. فعلى الرغم من محاولاتها المتكررة، تدرك باريس جيدًا الأهمية الجيواستراتيجية للمغرب كشريك موثوق في المنطقة، سواء من حيث مكافحة الإرهاب أو ضبط الأمن الإقليمي أو التعاون الاقتصادي والعسكري.

وفي الوقت الذي يواصل المغرب تعزيز شراكاته العسكرية مع قوى دولية مثل الولايات المتحدة وإسرائيل وفرنسا، تعاني الجزائر من أزمة داخلية خانقة، وانقسامات حادة داخل المؤسسة العسكرية، فضلًا عن تراجع نفوذها في إفريقيا والساحة الدولية.

المغرب يرد بالأفعال بدل التصريحات

الفرق بين المغرب والجزائر يكمن في طريقة التعاطي مع الأحداث.
🔹 المغرب يواصل بهدوء وثبات تقوية جيشه وتعزيز تحالفاته، دون الدخول في استفزازات إعلامية.
🔹 الجزائر تختلق الأزمات وتشن حملات إعلامية كلما شعرت بأنها خارج حسابات القوى الكبرى.

السؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى ستظل الجزائر أسيرة عقدة المغرب؟ بدلًا من الاهتمام بتطوير اقتصادها وحل مشاكلها الداخلية، تصر على مطاردة “شبح المغرب” في كل خطوة.

إذا كانت المناورات العسكرية بين المغرب وفرنسا قد أزعجت الجزائر إلى هذا الحد، فماذا ستفعل عندما ترى المغرب يواصل تطوير قدراته العسكرية، ويعزز تحالفاته مع القوى الكبرى؟
الأكيد أن القادم سيكون أكثر إزعاجًا لجيراننا في الشرق، الذين لم يجدوا بعد ترياقًا لهذا القلق المزمن من نجاحات المغرب المتواصلة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا
Captcha verification failed!
فشل نقاط مستخدم captcha. الرجاء التواصل معنا!
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img