spot_img

ذات صلة

كل المقالات

الممثل زكريا عاطفي .. “ثعلب” الفيلم السينمائي “زاز”.

الصورة : السيناريست رشيد صفـَـر والممثل زكريا عاطفي والمخرج يوسف المدخر.

ديريكت بريس : علياء ساعيف

في زمن أصبح فيه الفارق بين الجريمة والفرجة شاشة، وبين الشهرة والإدانة “تدوينة أو تغريدة”، يطل علينا فيلم سينمائي جديد يحمل عنوانا رنانا ومراوغا في آن واحد : “زاز”، فيلم سينمائي مطول ينتمي لنوعية الدراما _ كوميدي الممزوجة بعناصر التشويق البوليسي، من إنتاج شركة “PEAPERCUT”، التي تضرب موعدا مع جمهور السينما المغربية خلال الأيام القليلة القادمة، مراهنة على فيلم بأسلوب يلامس واقعا نعيشه جميعا في ظل التحولات الرقمية.

العمل من تأليف رشيد صفَـر وعبدو الشامي، ويقدم قصة تستحضر تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على حياة الأفراد، وتكشف بأسلوب مركب ازدواجية الواقع الافتراضي والحياة اليومية، دون السقوط في المباشرة أو الشعارات الجاهزة.
في هذا السياق المركب، سيطل الممثل زكريا عاطفي، من الشاشة الكبرى، مجسدا شخصية الثعلب، وهو دور محوري داخل شريط “زاز”.
وفي تصريح للمخرج يوسف المدخر أكد أن حضور زكريا عاطفي في فيلم “زاز” أسعده كثيرا وقال المدخر :

“زكرياء عاطفي ليس مجرد اسم ضمن كاست الفيلم، بل حضور سينمائي راكم تجربة وازنة، بين أفلام ومسلسلات مغربية ذات خصوصية درامية، وأعمال عالمية بصمت على احترافه وقدرته على الاندماج في مدارس أداء مختلفة، ما قدمه في فيلم “زاز” يتجاوز فكرة تقمص دور، إنه بناء معمق لشخصية معقدة، تتقاطع فيها ملامح الزعامة بالغموض، والهوس والمشاعر بالجريمة .. “الثعلب” كما قدمه زكريا في مراحل التصوير، ليس مجرما عاديا، بل كائن سينمائي مشحون بالدهاء، وبنوع من العطف الهادئ الذي لا يروى بالألفاظ فقط بل بالسرد البصري. اشتغل الممثل عاطفي على الدور باحترافية وتميز بانضباط مهني مميز. وأنا كمخرج، أقدر كثيرا هذا الصنف من الممثلين الذين يحملون ثقل التجربة، ويضيفون إلى النص أبعادا تلتقطها الصورة بسخاء”.

وفي تصريح للسيناريست رشيد صفـَـر أوضح أن الفنان زكريا عاطفي يتقمص شخصية مهمة في البناء الدرامي لقصة الفيلم، مبرزا أن طبيعة شخصية الثعلب في “زاز” لا تشبه إلا ظلالها، تختلط الأوراق في وصفها داخل أحداث الفيلم بين مجرم صريح، وفارس نزيه، بل كائن درامي مركب، يمتزج فيه الحنين بالدهاء، والعنف بالمشاعر النبيلة، لا يصرخ، لا يهدد، لكنه حين ينظر إليك، تشعر أن الجريمة قد وشوشت له في أذنه.
مولع بالخيول إلى حد الهوس، لا يملك إسطبلا فقط، بل فلسفة كاملة مبنية على “السرج والركاب”، على الركض والاختقاء والكمائن، يرى في الفرس امتدادا لروحه، وفي خطواتها المرنة انعكاسا لحياته الملتوية، يقود عصابته بالأكواد السرية وبالإيحاء، بلسان الراوي الصامت .. لحكاية لا أحد يجرؤ على البوح بها أو إكمالها خوفا من مصير لا يرحم.

ويضيف المتحدث نفسه أن الثعلب في فيلم “زاز” لا يترك خلفه أدلة، بل إشارات خفية صعبة التفكيك، يمشي بخطوات حذرة، ويتكلم كمن يكتب قصيدة غير قابلة للنشر، خلف نظراته الهادئة حينا والمتوجسة حينا آخر، حكاية موجعة، أو مجرد خطة أخرى تُحبك على مهل، وفي زمن “الهشتاغ واللايكات” المفضوحة، يختار الثعلب الغموض طريقا، وعشق الفروسية ستارا، والدهاء أداة .. الثعلب ليس زعيما مختلفا فقط، بل استعارة حية للزمن الذي نعيش فيه .. زمن يصعب فيه التفريق بين البطل والشرير، بين من يمرر يده بحنان فوق ظهر الحصان، ومن يزرع الألغام في مساره وتحت حوافره.

جدير بالذكر أن فيلم “زاز” يضم ممثلين من أجيال مختلفة و من بينهم : عبدو الشامي، عبد اللطيف شوقي، زكريا عاطفي، كريم السعيدي، سارة دحاني، سحر المعطاوي، جواد السايح، صالح بن صالح، عباس كاميل، زياد الفاضلي، إبراهيم خاي، لبنى شكلاط، مهدي تكيطو، مريم زبير، أيوب حكيم، سفيان سميع وآخرين..

“زاز” ليس مجرد فيلم، بل مرآة سينمائية لمجتمع يتغير تحت وطأة “اللايك” و”الترند”، وصرخة فنية تقول بلغة السينما .. ليس كل ما يُرى يُحكى، وليس كل ما يُقال يُوثق.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا
Captcha verification failed!
فشل نقاط مستخدم captcha. الرجاء التواصل معنا!
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img