بقلم: أيوب الهوري — ديريكت بريس مغرب
في أول زيارة ميدانية لعامل إقليم برشيد السيد جمال خلوق إلى جماعة برشيد، وفي إطار سلسلة الزيارات التفقدية التي أطلقها العامل اليوم لمواكبة وتتبع أوضاع الجماعات الترابية بالإقليم، تفجرت بوادر خلاف سياسي حاد بين مكونات المجلس الجماعي بسبب التقرير الذي تم تقديمه خلال هذه الزيارة الرسمية.
فقد بادر المكتب المسير لجماعة برشيد إلى تقديم عرض مفصل أمام السيد العامل، استعرض فيه منجزاته وحصيلته منذ توليه تدبير شؤون الجماعة، وذلك في محاولة لإبراز حجم الجهود التي يقول المكتب إنها بُذلت في مختلف القطاعات لفائدة ساكنة المدينة.
غير أن ما تضمنه التقرير لم يمر دون انتقادات لاذعة من طرف المعارضة وبعض الأعضاء المنتمين للأغلبية نفسها، حيث اعتبروا أن العرض تضمن “معطيات مغلوطة و غير واقعية و غير قابلة للتنزيل و ان 80 % منها وهمية ” ولا يعكس الواقع التنموي للمدينة بالشكل الموضوعي، حسب تصريحات متطابقة حصلت عليها جريدة “ديريكت بريس مغرب”.
وفي تصريح لأحد الأعضاء المعارضين، أكد أن التقرير الذي وُضع بين يدي السيد العامل خلال زيارته “مجرد محاولة لتلميع صورة المكتب المسير وتغطية الشمس بالغربال”، مضيفا أن “الكثير من المشاريع المذكورة في التقرير لم ترَ النور، في حين تم التغاضي عن ملفات كبرى تعاني منها الجماعة ولا تزال عالقة منذ سنوات دون حلول حقيقية”.
وتجدر الإشارة إلى أن زيارة عامل الإقليم لجماعة برشيد تندرج ضمن برنامج تتبع شامل يشمل جميع جماعات الإقليم، وهو البرنامج الذي كان العامل قد أعطى تعليماته قبل أسابيع لرؤساء المصالح من أجل إعداد تقارير دقيقة وموضوعية بشأن الوضعية العامة بكل جماعة ترابية.
هذا وخلّف الخلاف الحاصل بشأن التقرير حالة من التوتر داخل المجلس الجماعي، قد تلقي بظلالها على العلاقة بين مكونات الأغلبية والمعارضة خلال المرحلة المقبلة، خصوصاً مع قرب عرض تقارير التفتيش والتقييم النهائي الذي تعده مصالح وزارة الداخلية في إطار مواكبتها الدورية لمراقبة حسن تدبير الجماعات الترابية.
ويبقى الرهان الأساسي، وفق متتبعين، أن تشكل هذه الزيارات الميدانية مدخلاً حقيقياً لتصحيح الاختلالات وتعزيز الحكامة الجيدة، بعيداً عن منطق التراشق السياسي وتقديم التقارير المجانبة للحقيقة