spot_img

ذات صلة

كل المقالات

السودان يواجه أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم!

✍️ تسنيم الريدي في ظل التهميش الإعلامي، يعاني السودان من...

هل عاد مسلسل المحاسبة؟ وهل تعود معه الأموال المختلسة لخزينة الدولة؟

✍ بقلم: الصحافي حسن الخباز في خطوة جديدة تعزز مبدأ...

ضباب لندن في السماء وضباب حي البرنوصي على سطح الأرض

رشيد صفــَـر الصورة : ضباب لندن ورغوة حي البرنوصي بالدار...

تيكتوكر مغربي يُجبر رئيس فرنسا على تعديل قانون السير.

سلسلة “الواقع و المواقع”.

في عصر التطور التكنولوجي والاتصال الفوري، لم تعد وسائل التواصل الاجتماعي مجرد منصات للتفاعل بين أفراد العائلة والأصدقاء وزملاء العمل فقط، بل أصبحت فضاء لصناعة وتشكيل الرأي العام، وإشعال النقاشات الكبرى، والتأثير في القرارات السياسية، فقد تتحول تغريدة أو مقطع فيديو قصير إلى قضية وطنية أو أزمة دولية.

“الواقع والمواقع “… سلسلة مقالات ننشرها حصريا في جريدة “ديريكت بريس” للتسلية والترفيه وأيضا للتوعية والتثقيف، حيث نرصد من خلالها تفاصيل حدث خلق ضجة إعلامية كبيرة، انطلاقا من مواقع التواصل الاجتماعي، لنتتبع خيوط تأثيره على ردود أفعال المواطنين وصناع القرار في العديد من دول العالم.

بقلم : رشيد صفـَـر

الحلقة 1 : تيكتوكر مغربي يُجبر رئيس فرنسا على تعديل قانون السير.

لم يكن أحد في فرنسا يتوقع أن يتحول فيديو عفوي، نشره مؤثر مغربي على تيكتوك، إلى موضوع نقاش وطني في بلد موليير، بل وأن يدفع الرئيس إيمانويل ماكرون، للرد عليه شخصيا من حسابه الخاص في العالم الافتراضي.

فما الذي وقع !؟ وماذا قال التيتوكر المغربي في الفيديو !؟ وكيف رد عليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون !؟.

ذات يوم من أيام شهر يناير 2025، في بلد “حقوق الإنسان”، أوقف مؤثر مغربي سيارته عند نقطة الأداء على الطريق السيار، مستخدما هاتفه الذكي، لدفع واجب العبور إلكترونيا، لكن قبل أن يكمل العملية، تقدم منه رجال الأمن وأمروه بأداء غرامة ( مخالفة استخدام الهاتف أثناء القيادة)، لم يتقبل الأمر واستغرب تدخل رجال الأمن، مخبرا إياهم أنه استعمل الهاتف لأنه لا يحمل معه بطاقة بنكية أو نقودا، ورد عليهم أن الأمر ينطبق على مسألة استعمال البطاقة البنكية للأداء، لكن رجال الأمن أصروا على تسجيل المخالفة مخبرين إياه أنهم يطبقون بندا من بنود قانون السير الفرنسي، وبعد أداء الغرامة والانصراف، ظهر المؤثر المغربي في فيديو نشره لاحقا على حسابه في تيكتوك، حيث استغرب من قرار تسجيل مخالفة ضده بسبب مسك الهاتف أثناء أداء واجب الطريق السيار، واعتبره غير منطقي في عصر الأداء الإلكتروني، وكان حزينا ومتأثرا وأحس أنه تعرض للظلم، خصوصا عندما علم أيضا أن المخالفة نتج عنها أيضا سحب 4 نقط من رصيده الخاص برخصة السياقة.

بعد انتشار الفيديو، قرر ماكرون التفاعل معه عبر حسابه على تيكتوك، حيث نشر مقطعا يؤكد فيه تفهمه للمشكلة، إذ وعد بالتواصل مع وزير الداخلية للنظر في تعديل بند قانون السير المتعلق بعقوبة مسك الهاتف أثناء القيادة في الحالة المعلومة.
في البداية، لقي تفاعل ماكرون مع المؤثر المغربي إشادة واسعة، وقد اعتبرها الجميع خطوة إيجابية تعكس اهتمام “لوبريزيدان” بقضايا الشباب وهموم المواطنين، لكن سرعان ما انقلبت الأمور رأسا على عقب، حيث بدأت الصحافة الفرنسية حينها، في البحث والنبش عن ماضي “التيكتوكر”، إذ بعد تصفح حسابه على تيكتوك، تم الوصول إلى مقطع فيديو قديم له، يسخر فيه من ماكرون، بالإضافة إلى مقاطع أخرى، يظهر فيها وهو يتحدث عن مواضيع دينية مثيرة للجدل بالنسبة للفرنسيين.

هذا التحول المفاجئ أدى إلى جدل واسع في الإعلام الفرنسي، إذ تساءل البعض عن مدى صواب تصرف الرئيس، حين تفاعله مع المؤثر دون التحقق من خلفيته.

من هو هذا التيكتوكر المغربي !؟..

عنوان حسابه على تيكتوك هو : (S4iintt) .. مؤثر مغربي مقيم في فرنسا، يتابعه أكثر من 282 ألف شخص، يناقش في مقاطع فيديو على تيكتوك، مواضيع عن الحياة اليومية للمهاجرين والمواطنين الفرنسيين والقضايا الاجتماعية، وقد استطاع جذب عدد كبير من المتابعين من الشباب المغاربي المقيم هناك. إلا أن البحث في ماضيه كشف عن مقاطع قديمة كان قد سخر فيها من ماكرون، حيث سبق وأن وصفه بـ”نابوليون الصغير المتزوج بأستاذته”، كما سبق له قبل مخالفة مسك الهاتف أثناءالقيادة، أن أثار الجدل أكثر بنقاشاته الدينية التي اعتبرتها الصحافة الفرنسية حادة و غير معتدلة، حيث وصفه الصحفيون بالمؤثر المتشدد، وقد انتشرت هذه المعلومات بشكل كبير جدا، مما وضع ماكرون في موقف دفاعي، لقد اعتبر البعض أن تفاعله مع “S4iintt” لم يكن مدروسا، وكان عليه التحقق من خلفية الشخص قبل الرد عليه.

ردود الأفعال والانتقادات

تعرض ماكرون لانتقادات واسعة من سياسيين وإعلاميين، رأوا أن تفاعله مع شخص دون التأكد من ماضيه، تصرف غير محسوب من رئيس دولة عظمى. في المقابل، حاول قصر الإليزيه تهدئة العاصفة، وانتشرت تصريحات تؤكد أن الرئيس تفاعل مع القضية وليس مع الشخص ذاته.

من جانبه، نشر “S4iintt” فيديو جديد، أكد فيه أنه لم يكن يقصد إثارة الجدل، بل أراد فقط تسليط الضوء على قانون غير عادل، وكان أيضا قد صرح بأنه لم يكن يتوقع أن تتطور الأمور إلى ما آلت إليه بعد نشره الفيديو الأول.

هذه الحادثة تبرز كيف يمكن أن ينقلب التفاعل بين السياسيين والمؤثرين من فرصة ذهبية إلى أزمة سياسية.
فهل سيدفع هذا الحادث السياسيين الفرنسيين إلى التعامل بحذر أكبر مع المؤثرين في المستقبل؟ وهل سيغير ماكرون استراتيجيته في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟..

الأيام القادمة ستكشف لنا الإجابة.

يُتبــع

.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا
Captcha verification failed!
فشل نقاط مستخدم captcha. الرجاء التواصل معنا!
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img