spot_img

ذات صلة

كل المقالات

“حزب أمريكا”.. إيلون ماسك يقلب الطاولة على ترامب ويؤسس كياناً سياسياً جديداً قد يغيّر وجه السياسة الأمريكية.

بقلم: الصحافي حسن الخباز

في تطور مفاجئ على الساحة السياسية الأمريكية، يستعد الملياردير إيلون ماسك لتأسيس حزب سياسي جديد يحمل اسمًا مقترحًا: “حزب أمريكا”، بعد خلاف حاد بينه وبين الرئيس السابق دونالد ترامب حول قانون الميزانية وزيادة سقف الدين الوطني.

القرار جاء بعد إطلاق ماسك استطلاعاً للرأي عبر منصته “إكس”، حيث صوت حوالي 80% من المشاركين لصالح تأسيس كيان سياسي يمثل ما وصفه بـ”الوسط المعتدل”، بعيداً عن التجاذبات التقليدية بين الحزب الجمهوري والديمقراطي.

الاستطلاع شكل دفعة قوية لماسك، الذي لم يتأخر في إعلان حسم قراره بإنشاء الحزب الجديد، حسب ما نقلته وسائل إعلام أمريكية. ومن المتوقع أن يشكل هذا الحزب ثورة سياسية جديدة، في ظل امتلاك مؤسسه ثروة هائلة، ونفوذ إعلامي واسع، وشعبية ضخمة بين مختلف شرائح الأمريكيين.

ويرى محللون أن الحزب الجديد قد يكون بمثابة “القوة الثالثة” القادرة على كسر هيمنة الحزبين التقليديين في الولايات المتحدة، خصوصاً مع توجهه المباشر نحو استقطاب الفئات المعتدلة والمستاءة من السياسات الاستقطابية الحالية.

وتشير التوقعات إلى أن هذا الحزب قد يُضعف الحزب الديمقراطي، فيما يبدو الهدف الأوضح هو توجيه ضربة مباشرة لحزب ترامب الجمهوري، في محاولة لعزله انتخابياً، تماماً كما أطاح حزب الليكود في إسرائيل بحزب العمل بعد هيمنته الطويلة.

الخلاف بين ترامب وماسك تفجّر عقب اعتراض الأخير على مشروع قانون يرفع سقف الدين الوطني بـ4 تريليونات دولار، حيث اعتبر ماسك الأمر نسفاً لمحاولات ترشيد الإنفاق التي كان شريكاً فيها خلال أيامه كمستشار مؤقت في إدارة ترامب.

ترامب رد باتهامات مباشرة، مشيراً إلى أن ماسك تحرّكه دوافع “شخصية”، خاصة بعد تقليص الدعم الممنوح للسيارات الكهربائية التي تُعتبر جوهر أعمال شركة “تسلا” التي يديرها ماسك. كما اتهمه بالتنكر للجميل، مؤكداً أن القانون الجديد كان أساساً لـ”أكبر تخفيض ضريبي في تاريخ أمريكا”.

وفي المقابل، شدد ماسك على أن دعمه السابق للحزب الجمهوري كان “حاسماً” في عودة الحزب إلى الواجهة، سواء في الانتخابات الرئاسية أو عبر الكونغرس، متّهماً ترامب بـ”نكران الجميل” والتقليل من شأن تأثيره السياسي والاقتصادي.

وفي خضم هذا التوتر، خرج النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا، جيمي باترونيس، ليشكك في نوايا ماسك، متوقعاً عودة قريبة للتقارب بين الرجلين، واصفاً ما يجري بـ”خلاف وقتي” سرعان ما سيزول خلال أسابيع.

ومع ذلك، يرى عدد من المتابعين أن مشروع الحزب الجديد يُعد رسالة قوية من ماسك إلى ترامب، مفادها أن الرجل الأغنى في العالم قد دخل ميدان السياسة من أوسع أبوابه، ليس لمجرد دعم أحدهم، بل لقيادة مشروع سياسي بديل.

فهل سيُحدث “حزب أمريكا” فعلاً زلزالاً في خريطة السياسة الأمريكية؟ وهل يستطيع ماسك أن ينتزع أصوات الناخبين من قبضة الجمهوريين والديمقراطيين؟ الأكيد أن المرحلة المقبلة ستكون حبلى بالمفاجآت.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا
Captcha verification failed!
فشل نقاط مستخدم captcha. الرجاء التواصل معنا!
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img