بقلم: الصحافي حسن الخباز
كما كان مبرمجًا، شهد العالم حفل تنصيب دونالد ترامب لولاية ثانية كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، في حفل مبهر وصفه الكثيرون بالعرس السياسي. هذا الحدث جذب أنظار العالم، سواء بالحضور المباشر أو من خلال التغطية الإعلامية التي نقلت تفاصيله لحظة بلحظة.
ترامب، الذي اشتهر باتخاذ قرارات جريئة، أعلن في يوم تنصيبه عن سلسلة من القرارات التي وصفها بـ”التاريخية”، مؤكدًا أن أمريكا دخلت عهدًا ذهبيًا جديدًا تحت قيادته. قراراته شملت تغييرات جذرية في السياسات الداخلية والخارجية، ما ينبئ بمستقبل مليء بالتحديات وردود الفعل المتباينة.
سياسات داخلية جريئة
في الداخل، أكد ترامب عزمه على تعزيز الاقتصاد الأمريكي من خلال فرض رسوم على الدول الأجنبية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستسهم في إثراء المواطن الأمريكي وتحقيق انتعاش اقتصادي غير مسبوق. كما أعلن انسحابه من اتفاق باريس للمناخ، معتبرًا أن الالتزام به يشكل خطرًا على الاقتصاد الأمريكي، وقرر التركيز على مصالح بلاده فوق كل اعتبار.
أما ملف الهجرة، فقد حظي باهتمام خاص، حيث أعلن ترامب حالة الطوارئ على الحدود الأمريكية المكسيكية، مشددًا على ضرورة وقف تدفق الهجرة غير الشرعية. ومن أبرز قراراته أيضًا تعليق برنامج إعادة توطين اللاجئين لمدة أربعة أشهر على الأقل، وهي خطوة أثارت جدلًا واسعًا بين الحقوقيين.
قرارات خارجية مثيرة للجدل
على الصعيد الدولي، قرر ترامب استعادة قناة بنما، معتبرًا ذلك خطوة لتعزيز النفوذ الأمريكي في المناطق الحيوية. كما وعد بالعمل على وقف الحروب ونشر السلام العالمي، مؤكدًا أن السياسة الخارجية الأمريكية في ولايته ستكون أكثر توازنًا.
قرارات اجتماعية صادمة
من بين القرارات التي أثارت الجدل قرار ترامب بعدم الاعتراف بالمثليين جنسياً، مشددًا على أن هناك “جنسين فقط: ذكر وأنثى”، وفق تعبيره. هذا القرار لقي استحسان البعض، لكنه في المقابل أثار موجة غضب عارمة من المنظمات الحقوقية داخل الولايات المتحدة وخارجها.
ردود الفعل
عودة ترامب إلى البيت الأبيض وقراراته الجريئة اعتُبرت زلزالًا سياسيًا قد يعيد تشكيل خارطة العالم. ومن المتوقع أن تتوالى ردود الفعل على هذه القرارات خلال الأيام المقبلة.
من جهة أخرى، واجه ترامب دعوى قضائية من ناشطين حقوقيين، اعتبروا أن بعض قراراته المتعلقة بتجريد الأطفال المولودين في أمريكا من الجنسية غير دستورية.
خلاصة المشهد
بين قرارات أثارت إعجاب أنصاره وقرارات أغضبت خصومه، يبدو أن ولاية ترامب الثانية ستكون مليئة بالتحديات والصراعات السياسية. وبينما يترقب العالم تنفيذ وعوده، يبقى السؤال: هل سيستطيع ترامب تحقيق “العهد الذهبي” الذي وعد به؟
الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة.