رسائل ملكية مشفرة تزرع الرعب في نفوس الأعداء: هذا هو سر قوة القوات المسلحة الملكية

بقلم: حسن الخباز

كما جرت العادة، وجّه القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، جلالة الملك محمد السادس، رسالة سامية إلى الجيش المغربي بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لتأسيسه، حملت في طياتها رسائل قوية ومشفرة من شأنها زعزعة أوصال كل عدو محتمل للمغرب.

الرسالة الملكية أكدت المضي قدمًا في دعم برامج توطين الصناعات العسكرية، باعتبارها من الأوراش الوطنية الكبرى التي تحظى بعناية خاصة من جلالة الملك، والذي شدد على توفير كافة الظروف الملائمة لإنجاح هذه المشاريع، وفق رؤية مستقبلية متبصرة تهدف إلى تحقيق الاستقلالية في المجال الدفاعي.

وأشار جلالته إلى أن هذا المشروع الطموح يرتكز على إرساء إطار قانوني مساند، وتقديم تحفيزات هامة للمستثمرين والشركاء الوطنيين والدوليين، قصد النهوض بهذه الصناعة الاستراتيجية.

الذكرى السنوية لتأسيس القوات المسلحة الملكية، تظل مناسبة وطنية لاستحضار قيم الوفاء والتضحية، واستذكار الروح الوطنية لمؤسس الجيش الملك الراحل محمد الخامس، ورفيقه في الكفاح الملك الحسن الثاني، الذي وضع اللبنات الصلبة لتكوين جيش مغربي عصري ومؤهل لحماية السيادة الوطنية.

وأكد الملك محمد السادس في رسالته، أن القوات المسلحة الملكية شهدت تقدمًا ملحوظًا في ميدان التحديث والتجهيز، وذلك من خلال اقتناء أحدث التقنيات والمعدات، إلى جانب العناية بالعنصر البشري وتأهيله للعمل في ظروف مهنية وإنسانية تحفظ كرامته وتحفزه على العطاء، بتوفير المرافق الضرورية والآليات الدفاعية المتطورة.

ومن أبرز مظاهر هذا التطور، تزود الجيش المغربي بمنظومة الدفاع الجوي المتقدمة HQ-9، والتي وضعت المغرب ضمن نادي الدول التي تمتلك قدرات دفاعية جوية عالية الكفاءة، بما يعزز توازنه العسكري الإقليمي، ويمنحه قدرة استراتيجية على الرد الفوري على أي تهديد جوي محتمل.

وقد أثارت هذه المنظومة اهتمام خبراء الدفاع حول العالم بعد نجاحها الكبير في المواجهات الجوية بين الهند وباكستان، حيث أثبتت قدرتها على صد هجمات معقدة وإسقاط عشرات الطائرات المسيّرة، ما أعاد تسليط الضوء على الدول التي تعتمد هذه المنظومة، ومن بينها المغرب، الذي اقتناها في إطار خطته الشاملة لتعزيز قدراته الدفاعية وحماية مجاله الجوي.

الرسالة الملكية جاءت واضحة، لكنها محمّلة برسائل ضمنية دقيقة، تعكس حجم الرهان الملكي على جيش وطني قوي، متطور، مستقل في قراراته ومجهز بأحدث الأسلحة والتقنيات، وهو ما يجعل القوات المسلحة الملكية مصدر فخر لكل مغربي، ودرعًا حصينًا يردع كل طامع أو متربص.

وكل عام، يزداد الجيش المغربي قوة وعدة وعتادًا، في ظل قيادة ملكية رشيدة تؤمن بأن الأمن لا يُشترى فقط بالسلاح، بل يُبنى أيضًا على الانضباط، والاحترافية، والتعبئة الشاملة في سبيل الوطن. وهذا هو سر قوة القوات المسلحة الملكية.